شاهدنا الحشود الغفيرة على جسر الملك فهد وغيره من المنافذ البرية والجوية من المواطنين المغادرين في أول ساعة تم فيها السماح للسفر إلى الخارج. ومن شاهد تلك الجموع اعتقد أن الناس هاربون من الوباء إلى مواقع محصنة، بينما كانت المفاجأة التي استقبلتهم أن أعداد إصابات كورونا كانت مرتفعة في تلك الدول التي سافروا إليها. ومع علمنا بأن كل من سافر لا بد أن يكون محصنًا تحصينًا كاملاً إلا أن ذلك لا يمنع إصابة المحصن بالفيروس مرة أخرى حسب منظمة الصحة العالمية.
لقد بذلت حكومتنا الرشيدة خلال العامَين الماضيَين الغالي والرخيص في سبيل تحصين أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين من وباء كورونا، وجلبت لهم جرع التطعيم؛ وزادت أعداد المطعمين على اثني عشر مليون مواطن ومقيم حتى اليوم، في حين شاهدنا دولاً عظمى تتهاوى أمام الوباء الذي قضى على الكثيرين منهم، وروّع الأحياء، وما زالت الإصابات في بعض الدول تتجاوز مئات الآلاف يوميًّا؛ وسبب ذلك عدم التزامهم بالتباعد والتساهل في لبس الكمامات، ونحن في السعودية - بحمد الله وفضله – إذا تجاوز عدد الإصابات الألف في اليوم انتابنا شعور بالخوف، وبدأ بعضنا يحث البعض الآخر على التباعد ولبس الكمامة حتى ننجو جميعًا.. وعند أول انفتاح على الخارج انطلقنا دون رادع، وكأن وطننا لا توجد فيه أماكن سياحية ولا مدن ترفيهية نذهب إليها ونترك الخارج إلى بعد زوال الخطر.
كل ما نتمناه ممن لديهم الرغبة في السفر التراجع عنه حرصًا على سلامتهم أولاً، ثم على أسرهم ومجتمعاتهم. وعندما ينحصر هذا الوباء، ونتأكد من زوال الغمة، سنقول لمن يريد السفر: سافر في حفظ الله ورعايته.