مع بدء حرب لبنان الثالثة، يحذر الكاتب الصحفي أحمد الجميعة أنه لن يكون هناك دولة في لبنان ما لم يتخلَّ "حزب الله" عن عقيدته قبل سلاحه، وينخرط مثل أي حزب في العمل السياسي، وتبقى الدولة بمؤسساتها هي الأساس، ومؤكدًا أن الانتماء هو للوطن، والولاء لقيادته، وليس لـ"حزب الله" الذي يتاجر بالشعارات منذ 40 عامًا، ولم تحرر مقاومته المزعومة شبرًا واحدًا من فلسطين، بل إن لبنان مهدد بالاجتياح والدمار لصالح الحزب وإيران!
وفي مقاله "لبنان الدولة يدفع الثمن مجددًا!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "الجميعة" : "كل من راهن على مذهب أو جماعة حزبية لم ولن يكن له وطن ينعم فيه بالأمن والاستقرار والتنمية، وهذه الحقيقة يعيدها لنا التاريخ باستمرار، ولكن بعض الشعوب العربية لم تستوعبها بعد، وتجاهلت معها حملات التضليل بالشعارات الزائفة والأفكار المؤدلجة، وتخديرهم بأفيون المواجهة والصمود والانتصار، ودفعوا ثمنها اليوم لاجئين أو مهاجرين أو نازحين من ويلات الحروب، أو تابعين في ولائهم لغير وطنهم وقيادتهم، وهذا أسوأ قيم الانحطاط الإنساني في العيش بلا كرامة ولا هوية وطنية".
ويضيف "الجميعة" قائلًا: "ما يجري في لبنان منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم هو باختصار انتصار لحزب أو جماعة، وليس انتصارًا للبنان الدولة بمؤسساته الرسمية، وبالتالي بقي هذا البلد العربي الجميل بأرضه وناسه، رهينة على مدى عقود من الزمن في عهدة حزب أوحد مسلح، تم تجميعه من إيران ليكون وكيلًا عنها تحت شعار المقاومة الزائف، والموت لإسرائيل، وتحت تأثير التعصب المذهبي الذي فرّق اللبنانيين من الداخل".
ويرصد "الجميعة" بدء الحرب على لبنان بسبب "حزب الله"، ويقول: "حرب لبنان الثالثة بدأت، وجميعها ليست الحكومة سببًا فيها، بل أحزاب ومليشيات سلبت حق الدولة والشعب من العيش الكريم، وهذا أحد أسرار لبنان الغريبة جدًا حينما تكون الحكومة أضعف من الأحزاب، أو أقل منها، وتحديدًا حزب الله الذي مارس نفوذه وتدخلاته، ووصل الأمر إلى تعطيل الحكومة نفسها، وهذا مؤشر خطير جدًا في بقاء دولة تحت وصاية حزب، ومواجهة إسرائيل لمصالح إيرانية وليست لبنانية أو حتى عربية، والنتيجة قتلى ومصابون وتدمير للبنية التحتية، وانهيار للاقتصاد وتخلّف عن التنمية".
ويحذر "الجميعة" من الثمن الذي سيدفعه لبنان، ويقول: "الثمن الذي سيدفعه لبنان هذه المرة باهظًا؛ لأن استراتيجية إسرائيل الحالية ليست فقط الجنوب اللبناني، أو فك ارتباط محور حزب الله عن غزة، أو شل حركة الحزب نفسها، ولكن الهدف هو تدمير حزب الله تمامًا، والمؤشرات الأولى لهذا التدمير ظهرت من الفارق الزمني بين معركة البيجر وأجهزة اللاسلكي واغتيال القيادات، وبين التحول السريع في القصف الجوي المركّز على أهداف عسكرية محددة لمواقع حزب الله، وتوقعات الاجتياح البري الوشيك، وفي جميع هذه التفاصيل ستترك إيران حليفها حزب الله ولو مؤقتًا، وستذهب لتتفاوض على مصالحها في هذه المرحلة، وأي خيارات أخرى تحاول فيها إيران المناورة أو المساومة ستجد نفسها على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وتصريحات الرئيس الإيراني لقناة سي إن إن أمس كافية لقراءة ما بين السطور".
وينهي "الجميعة" قائلًا: "نعود لتأكيد المؤكد؛ لن يكون هناك دولة في لبنان ما لم يتخلَّ حزب الله عن عقيدته قبل سلاحه، وينخرط مثل أي حزب في العمل السياسي، وتبقى الدولة بمؤسساتها هي الأساس، وحينها يكون التضامن العربي والإسلامي مع الدولة وليس الأحزاب، ويصحو بعض أفراد الشعب اللبناني، ومثله كثير من شعوب الإقليم المحيط؛ بأن الانتماء هو للوطن، والولاء لقيادته، وليس لحزب الله الذي يتاجر بالشعارات منذ 40 عامًا، ولم تحرر مقاومته المزعومة شبرًا واحدًا من فلسطين!".