
في عصرٍ تُحدث فيه التكنولوجيا ثورة في مختلف الصناعات بوتيرة غير مسبوقة، تضع سامسونج للإلكترونيات نفسها بقوة ليس فقط كشركة رائدة في مجال الأجهزة الاستهلاكية، بل كشريك استراتيجي في التحول المؤسسي. ويقود هذه الرؤية الدكتور سمير خياط، وهو قيادي مخضرم يتمتع بخبرة تزيد عن 25 عاماً في الأنظمة المعقدة، حلول الأمن، والبرامج الدفاعية.
بمسيرة مهنية استثنائية تجمع بين الخبرة التقنية والقيادة الاستراتيجية، يقود الدكتور سمير خياط اليوم أعمال سامسونج المؤسسية في المملكة العربية السعودية، حيث يدعم الابتكار، ويعزز الشراكات الاستراتيجية، ويدفع بنمو الشركة عبر قطاعات رئيسية مثل الرعاية الصحية، التعليم، والتمويل، والمدن الذكية.
جلسنا مع الدكتور خياط لاستكشاف استراتيجية سامسونج في قطاع المؤسسات، المشهد المتغير للتحول الرقمي، والمبادرات الجريئة التي تشكل مستقبل تقنيات الأعمال في المنطقة.
استناداً إلى خبرتك الواسعة، كيف تصيغ سامسونج استراتيجيتها لترسيخ مكانتها في أسواق الأعمال التي يطلق عليها B2B والمؤسسات داخل السعودية وخارجها؟
نتبع استراتيجية محددة داخل المملكة، حيث نهجنا متعدد الأبعاد. أولاً، نركز على فهم احتياجات القطاعات الإقليمية مثل الرعاية الصحية، التعليم، الدفاع، أو مبادرات المدن الذكية، وتصميم حلول تناسب هذه التحديات.
كما نحرص أيضاً على تعزيز تحالفاتنا الاستراتيجية مع الجهات الحكومية، ومتكاملي الأنظمة، ومزودي الاتصالات، مما يتيح لنا تقديم حلول شاملة وقابلة للتوسع. وأخيراً، يشكل الابتكار والتحسين المستمر العمود الفقري لاستراتيجيتنا، للبقاء في طليعة التوجهات التقنية وتقديم حلول ذات قيمة تميزنا في السوق.
ذكرت قطاعات أساسية مثل الرعاية الصحية والمدن الذكية. أي منها ترى أنه يملك أكبر إمكانات للنمو، وكيف تستثمر سامسونج هذه الفرص؟
نؤمن أن قطاعا الرعاية الصحية ومشاريع المدن الذكية على رأس على القائمة، كونهم أكثر القطاعات الواعدة حالياً. مع تزايد الطلب على حلول الرعاية الصحية المتصلة والبنية التحتية الحضرية الذكية، أصبحا جاهزين للتحول. وتكمن قوة سامسونج هنا في تقديم حلول متكاملة مثل الشاشات الرقمية، شبكات المستشعرات، وأنظمة الاتصالات الآمنة التي تعزز الكفاءة التشغيلية وتجربة المستخدم.
كما نعمل بنشاط مع الحكومات المحلية والقطاع الخاص لتطوير بنية تحتية للمدن الذكية، مثل الإضاءة الذكية، المراقبة، وأنظمة متابعة الصحة، بهدف تحسين جودة الحياة وضمان استدامة العمليات. الهدف هو خلق أنظمة بيئية قابلة للتوسع وصامدة أمام المستقبل.
تمتلك سامسونج مكانة عالمية، لكن كيف تضعون الشركة كشريك حقيقي في التحول الرقمي، بما يتجاوز فقط قطاع الأجهزة؟
نرى أنفسنا كممكنين للتغيير، حيث صُممت حلولنا لتندمج بسلاسة مع العمليات المؤسسية القائمة، ونحرص على أن نقدم ليس فقط الأجهزة، بل البرمجيات، والتحليلات، والدعم اللازم لتحقيق التحول الرقمي الفعلي.
على سبيل المثال، أصبحت حلول العرض المرئي مثل شاشات LED ولافتات العرض الرقمية جزءاً من أنظمة أكبر متصلة تدعم جمع البيانات، التفاعل مع العملاء، والتشغيل الآلي. الهدف هو تقديم حلول شاملة تمكّن المؤسسات من الابتكار وتعزيز تنافسية.
الشراكات عنصر محوري في هذه الرحلة. كيف تخطط سامسونج لتوسيع منظومتها من خلال التعاونات؟
بناء منظومة قوية يتطلب التعاون، لذلك حرصنا على تشكيل تحالفات نشطة مع الجهات الحكومية، مطوري البرمجيات، مزودي السحابة، وأطراف أخرى. هذه الشراكات تمكّننا من تطوير حلول متكاملة مصممة خصيصاً لاحتياجات المنطقة.
نسعى إلى بناء منظومة ابتكار متكاملة تشمل فيها تقنياتنا وشراكاتنا المحلية والعالمية، وذلك بهدف تقديم تجربة سلسة للمؤسسات وضمان قابلية التوسع عبر الأسواق المختلفة.
من وجهة نظرك، ما أبرز القطاعات الناشئة مثل أماكن العمل الذكية والرعاية الصحية المتصلة التي تحمل وعوداً أكبر لسامسونج في المستقبل القريب؟
تعد تلك المجالات من أكثر المجالات الواعدة. أماكن العمل الذكية تعتمد على إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية لإنشاء بيئات عمل أكثر كفاءة ومرونة وأماناً. وتأتي خبرة سامسونج في تقنيات العرض، إلى جانب التحليلات، لتضعنا في موقع قوي لتطوير حلول متكاملة تعزز التعاون والإنتاجية.
وتُحدث الرعاية الصحية المتصلة تحولاً في مراقبة المرضى، المعالجة عن بُعد، وإدارة المستشفيات. ذلك بالإضافة إلى حلول العرض المتقدمة، وأجهزة الاستشعار، والشبكات الآمنة لدينا والتي تمكّن مقدمي الرعاية الصحية من تقديم رعاية أفضل مع تحسين سير العمليات. تهدف سامسونج في أن تكون في طليعة هذه الحلول الرقمية الصحية من خلال الابتكار عند تقاطع الأجهزة والبرمجيات.
كيف تضمن سامسونج أن تتماشى استراتيجياتها الإقليمية مع أهدافها العالمية الأوسع، خاصة مع اختلاف احتياجات الأسواق بين الدول؟
هذا جانب أساسي في تخطيطنا الاستراتيجي. رغم أن الأسواق الإقليمية لها متطلبات فريدة، فإننا نضع إطاراً مشتركاً يركز على القابلية للتوسع، الأمان، والابتكار، ويتماشى مع رؤية سامسونج العالمية. ونقوم باستمرار بمراجعة استراتيجتنا بهدف ملائمة الحلول المحلية لتلبية الاحتياجات الخاصة مع الحفاظ على المعايير الأساسية وقابلية التشغيل البيني.
ويضمن التنسيق المستمر مع فرقنا العالمية القابلية للتوسع، وتطبيق أفضل الممارسات، بحيث تأتي عروضنا الإقليمية كجزء أساسي من الاستراتيجية العامة.
كيف تبنون ثقافة ابتكار داخلية قادرة على مواكبة التطورات السريعة المشهودة؟
تعزيز ثقافة الابتكار يبدأ بالتمكين والتعلم المستمر. نشجع فرقنا على التفكير الإبداعي، تجربة أفكار جديدة، والتعلم من النجاح والإخفاق على حد سواء، حيث تشكل برامج التوجيه، والتدريب القيادي، والمشاريع المشتركة بين الأقسام مكونات رئيسية. وذلك جرصاً منا على اكتشاف وتسجيع المواهب الواعدة، وتزويدهم بفرص حقيقية لتأهيلهم لصبحوا قادة المستقبل الذين يقودون المبادرات الاستراتيجية في شركة سامسونج.
من منظور الأداء، ما أبرز مؤشرات الأداء التي تركز عليها سامسونج لقياس النجاح في قطاع المؤسسات؟
نركز على نهج واضح للتقيمات المستمرة، الذي يجمع بين المؤشرات المالية مثل نمو الإيرادات، والحصة السوقية، والربحية، وبين مؤشرات رضا العملاء، أوقات تسليم المشاريع، ومستوى تفاعل الشركاء.
إضافة إلى ذلك، نتابع مؤشرات الابتكار مثل نشر حلول جديدة ومعدل الشراكات في المنظومة، بما يساعدنا في تعزيز النمو المستدام، والتميز التشغيلي، وتقديم قيمة استثنائية لعملائنا.
كيف تعطي سامسونج الأولوية لبناء علاقات طويلة الأمد مع عملائها من فئة المؤسسات في ظل المنافسة؟
يتعلق الموضوع بالثقة وتقديم قيمة مستمرة. نركز على فهم تحديات كل عميل وصياغة حلول تناسب احتياجاته، وذلك من خلال تقديم خدمة استثنائية ودعم استباقي وابتكار مستمر يعزز الثقة والولاء.
كما نحرص على التواصل الدوري وطلب الملاحظات واستباق التحديات القادمة لتطوير حلول استباقية. هذا النهج ايضع العميل في المركز، ومن خلاله يمكننا بناء علاقات طويلة الأمد تحقق المنفعة المتبادلة.
أخيراً، ما الاستراتيجيات التي تتبعها سامسونج لضمان تعزيز المرونة وسرعة الاستجابة لاحتياجات عملائها من فئة المؤسسات المتغيرة؟
نضح محوري الابتكار والإصغاء كأساس لأي من أعمالنها، حيث نستثمر بشكل كبير في استكشاف السوق ونحافظ على علاقات وثيقة مع كل من عملائنا وشركائنا، وقادة الفكر في الصناعة.
كما نحرص أيضاً على تعزيز ثقافة التحسين المستمر داخل فرقنا، مما يمكّننا من نشر حلول جديدة بسرعة والتكيف مع توجهات السوق. ومن خلال الحفاظ على المرونة ونهج يضع العميل أولاً، تضمن سامسونج أن تبقى في الطليعة وتقدم حلول ذات تأثير قوي، وجاهزية أعلى للمستقبل.