أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن عناية ورعاية الدولة -أيدها الله- بخدمة الحرمين الشريفين؛ جعل منهما منارة معمارية حسية ومنارة دينية معنوية.
وقال سماحته، خلال الحفل الذي أقامته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أمس؛ بمناسبة إطلاق تسمية الرواق السعودي على مبنى مشروع توسعة المطاف في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: "نحمد الله عز وجل، الذي أقام هذه الدولة المباركة، وأعزها بتحكيم كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّفها بخدمة الحرمين الشريفين، فمنذ أن نالت هذا الشرف الكبير، والحرَمان الشريفان، يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، ينالهما من الخدمة والعناية والرعاية ما أصبحا به منارة معمارية حسية في العالم كله، كما أنهما منارة دينية معنوية في الدين أجمع".
من جانبه، نوه أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد بن عبدالله السماري، بسلسلة الإنجازات المستمرة التي تَجلت فيها سلسلة الأعمال الجليلة في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من خلال تسخير جميع الإمكانات والتقنيات لتجديد وتوسيع الرواق السعودي الذي كان من أفضل الأعمال وأكبر الخدمات للإسلام والمسلمين.
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن ما نشهده في هذه البلاد المباركة، ويشهده العالم، من توسعات عملاقة، ومشاريع خلاقة، وبرامج سباقة؛ تسطر في جبين التاريخ، كأضخم وأكبر توسعات شهدها المسجد الحرام منذ فجر التاريخ؛ مضيفًا أن هذا الرواق المبارك يعد مفخرة من مفاخر الدولة السعودية، ومأثرة من مآثرها، وشاهدًا لما بذله قادتها الميامين، من عناية ورعاية بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وهو درة معمارية فريدة من نوعها، وقد حرصت القيادة الرشيدة -حفظها الله- على أن تزخر بأجود أنواع الخامات، وأفضل ما وصلت إليه أحدث التقنيات، بما يسهم في خدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه.
وقد أقيم في المسجد الحرام معرض يستعرض تاريخ التوسعات السعودية والخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، ويتضمن الرواق السعودي مشروع توسعة المطاف خلف الرواق العباسي، ويحيط به وبصحن الكعبة المشرفة؛ وذلك حين أمر الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ببناء توسعة للمسجد الحرام لاستيعاب أعداد الحجاج المتزايدة، وبدأ العمل عليه في عهد الملك سعود عام 1375هـ/1955م، واستمر بناء الرواق في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله؛ ليستكمل تطويره في عهد الملوك فهد وعبدالله رحمهم الله، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
يُذكر أن الرواق السعودي يحيط بالرواق العباسي ليكون مكملًا له، مع تميزه بمساحة أوسع لم يشهدها المسجد الحرام من قبل؛ حيث يتكون من (4) أدوار وهي الدور الأرضي، والدور الأول، والدور الثاني "الميزانين"، والسطح، وأصبحت الطاقة الاستيعابية للرواق السعودي (287000) مُصَلٍّ، و(107000) طائف في الساعة بالرواق وصحن المطاف.
ويوفر الرواق السعودي مساحات أوسع للطائفين والمصلين، وفق معايير هندسية عالية الجودة والدقة، كما يمتاز بتوافر كل الخدمات التقنية والخدمية وأنظمة الصوت والإنارة، التي تسهم في تهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة لضيوف الرحمن.