يتساءل الكاتب الصحفي خالد السليمان عن أيهما أكثر هدرًا للمال: ثمن السيارة المبالغ فيه أم تكاليف حفلات الزفاف الباذخة؟ معتبرًا أن كليهما عمره قصير، ولا يستحق الإنفاق ببذخ عليه، حتى إن أموال حفل الزفاف تتبخر في ليلة واحدة، رافضًا أن يتحمّل البعض فوق طاقتهم في هذه التكاليف، ومؤكدًا أن الحكمة في إنفاق الأموال من تمام حسن التدبر وإظهار الشكر على النعم وعدم زوالها!
وفي مقاله "تكاليف الزواجات!" يبدأ "السليمان" برصد ردود الفعل على مقال سابق، خلص فيه إلى أنه لن يشتري سيارة جديدة بسبب غلاء سعرها، مفضلًا قيادة سيارته القديمة، ويقول: "نال مقال (تمديد خدمة سيارة) تفاعلًا كبيرًا؛ لأنه لامس مشاعر الكثيرين تجاه ارتفاع أسعار السيارات التي بات بعضها يوازي سعر شقة سكنية أو فيلا صغيرة، وكيف يجد المرء نفسه في حيرة من إنفاق الأموال الطائلة في سيارة سيتغير موديلها وتفقد قيمتها خلال سنوات قليلة معدودة!".
ويستدرك "السليمان" قائلًا: "لكن بعض الأصدقاء نبّهوني إلى أمر أكثر هدرًا وهو حفلات الزواج الكبيرة، فالسيارة تفقد ثمنها على مدى سنوات، وإن قصرت، لكن ما ينفق على حفلات الزواج من مئات الألوف وربما الملايين يتبخر في ليلة واحدة فقط! وهو أمر مزعج فعلًا، فما تتكلفه بعض الأسر في حفلات زواج أبنائها وبناتها يكفي لشراء منزل الزوجية أو استثماره في تأمين مستقبل أمن للأبناء!".
ويعلق "السليمان" قائلًا: "ولائم حفلات الزواج للرجال تكلفتها غالبًا مقبولة لاقتصارها على تقديم وجبة العشاء، لكن حفلات النساء مكلفة بسبب المبالغة في تكاليف الديكورات والهدايا وتنوع الشوكولاتة وإنتاج أغاني الزفة الخاصة والاتفاق مع المطربات الشهيرات والفرق الغنائية، وكل هذا يستهلك خلال ساعات قليلة وغالبًا ينساه المعازيم مساء اليوم التالي، هذا إذا سلم من (الحش) والانتقادات ما صح منها وما بطل! والطامة الكبرى إذا لم يوفّق العروسان وانفصلا بالطلاق بعد كل هذه النفقات والتكاليف وبدلًا من (تخليف) الصبيان والبنات يخلّفان الحسرة والأسى!".
وينهي "السليمان" قائلًا: "ربما كنت أتناول هنا من يتحمّلون فوق طاقتهم في تحمّل هذه التكاليف، أما من وهبهم الله الثروات فلا أعفيهم من عتب، فالحكمة في إنفاق الأموال من تمام حسن التدبر وإظهار الشكر على النعم وعدم زوالها!".