كشفت الدراسة التي أجراها الباحث بجامعة شقراء الدكتور عطاالله خلف العنزي، أستاذ الصحة النفسية المشارك بقسم التمريض بكلية العلوم الطبية التطبيقية بشقراء، بعنوان "الآثار المترتبة على مدمني المخدرات وأهاليهم بعد التأهيل والاستشفاء من تعاطي المخدرات"، أن التثقيف والدعم الأسري متطلبان رئيسيان يساعدان على عملية الاستشفاء والتأهيل العلاجي من إدمان المخدرات.
هدفت الدراسة إلى تحليل مدى قابلية مدمني المخدرات وأسرهم للتكيف مع الأوضاع الجديدة من الناحية الحياتية وتأثيره في عملية الاستشفاء، وأكدت نتائجها وجود ارتباط وثيق بين تطور مستوى التحصيل التعليمي والدعم العائلي من جهة، وزيادة إمكانية استشفاء مدمني المخدرات من جهة أخرى.
كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون بسبب ضعف التحصيل العلمي هم أكثر عرضة لعدم الاستشفاء من إدمان المخدرات مما يزيد احتمالية انتكاستهم مرة أخرى، بينما الأشخاص الذين حصلوا على دعم عائلي قوي كانوا أكثر قابلية للاستشفاء والإقلاع عن تعاطي المخدرات.
واستعانت الدراسة للوصول إلى هذه النتائج باستخدام أساليب الدراسة الوصفية والتحليلية، حيث تم الاعتماد على البيانات التي تم الحصول عليها من 80 مريضًا تم علاجهم وتأهيلهم من تعاطي المخدرات في مستشفيات الصحة النفسية، وكذلك دراسة تأثير تعاطيهم على أهاليهم وانعكاس ذلك على علاقاتهم الاجتماعية والنفسية، وتحليل النتائج باستخدام طريقة الانحدار الهرمي المتعدد بغرض توقع تأثير قوة الشخصية وقوة الانعكاس الحياتي للمرضى وأسرهم على النتائج العلاجية.
ويعد التأثير الاجتماعي والاقتصادي لمتعاطي المخدرات من أهم العوامل المضرة للمتعاطي على الصعيدين الأسري والاجتماعي، مما يتطلب دراسة مدى الضرر المتوقع على الصعيد الأسري بسبب استخدام أحد أفراد الأسرة للمخدرات بعد التأهيل العلاجي، مما يحتاج إلى دراسة معمقة بحيث تهدف إلى تطوير السبل العلاجية ومنع الانتكاسة.