بشعار "السعودية الملهمة".. أمير الرياض يفتتح فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أسبار

"الشبانة" أكد أن هذا الحدث يأتي متوائمًا مع ما تشهده المملكة من تحوُّلات كبرى
بشعار "السعودية الملهمة".. أمير الرياض يفتتح فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أسبار
تم النشر في

رعى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، مساء اليوم انطلاق فعاليات "منتدى أسبار الدولي" تحت شعار" السعودية الملهمة"، بحضور وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة، وأصحاب السمو والمعالي، وذلك بفندق فيرمونت الرياض.

وفي التفاصيل، شدَّد أمير الرياض في تصريح صحفي عقب الحفل على مسيرة منتدى أسبار، وتقديماته العلمية المتميزة، وأسلوب استشرافه للمستقبل.. منوهًا بعطاءات رجالات المنتدى وقياداته.

وقال الأمير فيصل بن بندر: "نحن نعيش في عصر العلم والتقنية.. بالأسلوب الصحيح ننظر إلى المستقبل، ونسير بالاتجاه السليم برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -".

وأشار إلى محاور المنتدى في مجال الإعلام ومستقبله.

وأعرب أمير الرياض عن شكره وتقديره لمجلس إدارة المنتدى متمنيًا للجميع التوفيق والنجاح في مخرجاتهم العلمية والبحثية.

من جهته، قال وزير الإعلام في كلمة له بالحفل الخطابي: "إن هذا الحدث العلمي التنموي المهم يأتي متوائمًا مع ما تشهده السعودية من تحولات كبرى متمثلة في معطيات رؤية السعودية 2030 وتجلياتها المهمة التي أضحت اليوم مصدر إلهام للشباب، ولجميع القائمين على الإنجاز والإنتاج في مختلف القطاعات؛ وهو ما يبشر بازدهار في العيش الكريم، ونمو في الاقتصاد القائم على الابتكار والإبداع والريادة.

وأضاف: "إننا دائمًا في السعودية نتحدث عن التغيير والتحول والإسراع باتجاه المستقبل.. ومما يدعو اليوم للاعتزاز هو أن رؤية السعودية 2030 جاءت من هذا الفكر الطموح الذي يصنع المستقبل الذي نريده لبلادنا ولأجيالنا القادمة؛ فالرؤية 2030 هي -كما تعلمون- رؤية طموحة وجريئة، تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح".

وأوضح "الشبانة" أن الرؤية تستند إلى استثمار الطاقات والقدرات الشابة تحت ظل قيادة طموحة، اتسمت وعُرفت بالعزم الصادق، والإرادة القوية.. وبفضل هذه الرؤية الملهمة بدأنا مرحلة تنموية جديدة من مسيرة الوطن الوثاب، غايتها السمو والارتقاء بالسعودية، وعنوانها المستقبل الذي يبدأ بالمشاركة الفاعلة للشباب وأصحاب المواهب في بناء مجتمع نابض بالحياة والابتكار.

وأشار إلى أن السعودية تسعى جاهدة إلى مواكبة العالم المتقدم الشغوف بالتطور؛ فتأخذ بكل ما يستجد في العلم والمعرفة، وهدفها القريب والبعيد هو اللحاق بركب الحضارة، ومواجهة التحديات بأدوات العصر ولغته.

وبيّن حرص السعودية على بناء اقتصاد متنوع، يعتمد على المعرفة بعد أن كانت المعرفة تلعب في السابق دورًا أقل في اقتصادنا الوطني.. وهذا يتحقق بدرجة كبيرة من خلال تطوير رأس المال البشري وفق الوظائف التي يرهص بها المستقبل.

ولفت النظر إلى أن المعرفة هي المحرك الأكثر حيوية للاقتصادات الجديدة. ونحن في السعودية قد نجحنا -ولله الحمد- في وضع المكونات الأساسية لقيام مجتمع المعرفة. ومن المتوقع حصول تحولات في البنية الاقتصادية، وحصول قفزات سريعة في النمو الاقتصادي في السعودية، وخصوصا أن الجيل القادم سينعم بالعيش في منظومة تقنية متقدمة جدًّا، بل لا مثيل لها.

وأبان الوزير الشبانة دور الإعلام في نمو اقتصاد المعرفة، والدفع بعجلته.. وهو دور محوري وكبير؛ وذلك لما لوسائل الإعلام من أهمية في صناعة محتوى معرفي، يواكب تطورات العصر، واهتمامات المجتمعات الجديدة.. وأن الإعلام بحد ذاته صناعة رائدة ومتفردة ومتجددة وسريعة النمو؛ ما نتج منه ضخامة الاستثمارات في مجال الإعلام، وبحث المؤسسات الإعلامية الكبرى عن حلول وتقنيات جديدة.

وقال: نحن اليوم بحاجة إلى فهم التحولات الإعلامية في العالم، والاتجاهات التكنولوجية التي ستسهم في تغيير منظومة وصناعة الإعلام، والتأثير على نمط وسلوك المتلقي، ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام في المستقبل.

وأكد أن تطوير المحتوى الإعلامي يمثل تحديًا حقيقيًّا في ضوء تغير خصائص مستخدمي وسائل الإعلام الذين سيكون معظمهم من أبناء الجيل الرقمي الذي لا يحمل ولاء كبيرًا للوسائل التقليدية والمحتوى التقليدي.. فمع تعدد منصات النشر وتنوعها، وزيادة التنافس بينها على المستخدمين، فإن المحتوى الإعلامي لن يكون على المحتوى الحالي نفسه.. وسيتطلب الأمر إنتاج قصص إعلامية مفعمة بالحياة، ومزودة بالعناصر المرئية والوسائط المتعددة؛ لتكون قادرة على جذب المستخدم، وإثارة انتباهه، وإبقائه أطول فترة ممكنة على المنصة الإعلامية.

واختتم كلمته سائلاً الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان والاستقرار والنجاح والفلاح في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله -.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي، الدكتور فهد العرابي الحارثي، في كلمته أن هذه الدورة الرابعة على التوالي للمنتدى مع الشركاء العلميين والاستراتيجيين من داخل السعودية ومن خارجها، وبتزايد في كل عام إلى أن وصل عددهم اليوم إلى 15 شريكًا استراتيجيًّا وعلميًّا، وهم من يمثلون عصب القوة ومناط الثقل في مسيرة المنتدى، ومن ذلك انضمام جامعة فورتسبورغ الألمانية هذا العام إلى قائمة الشركاء.

وقال "الحارثي": يسعدني في هذه المناسبة أن أنوه لكم بإتمام وإنجاز ما أعلنه المنتدى في العام الماضي، وهو صدور أول معجم باللغة العربية للمصطلحات الأساسية للدراسات المستقبلية.. وهو أول إنتاج لـ"معهد المستقبل" الذي أعلن المنتدى إنشاءه في الدورة الماضية أيضًا. وسيتضمن برنامج المنتدى جلسة خاصة لمناقشة هذا الإصدار.

وأشار إلى أن المنتدى يعقد جلسة خاصة لمناقشة إصدار آخر للمنتدى، ولأول مرة في اللغة العربية أيضًا، وهو كتاب "نظرية ماكويل للاتصال الجماهيري".. وهذا ينسجم مع شراكتنا في هذه الدورة مع وزارة الإعلام السعودية الموقرة، ومع الجلسة التي خصصناها لمناقشة "الإعلام في المستقبل". والإعلام في هذه الدورة هو أحد القطاعات التي ستدور حولها المناقشات في جلسات المنتدى الذي يعلم الجميع أنه ينظمها سياق واحد، هو سياق "المستقبل" من حيث فرصه، ومن حيث تحدياته.. وهذا ما يجعل نشاطات وفعاليات المنتدى منذ أن ابتدأ منسجمة مع رسالته وأهدافه التي يأتي في مقدمتها الانخراط في مضمار رؤية السعودية 2030 التي جعلت من المستقبل منارًا وقائدًا لمجمل غايتها.

وأضاف: إن الرؤية وما نجم عنها من قرارات ومشروعات وإصلاحات كبرى يقودها بتمكن واقتدار، تحت نظر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -. وتلك القرارات والمشروعات والإصلاحات جعلت من بلادنا -ولله الحمد- "ملهمًا" لشبابها وأهلها في الداخل، توثبًا وابتكارًا، وملهمًا أيضًا لكثير من البلدان التي تروم الفلاح والإصلاح في الخارج، تبصرًا واحتذاء.. ومن هنا جاء اختيار القائمين على المنتدى عبارة "السعودية الملهمة"؛ لتكون شعارًا لهذه الدورة.

عقب ذلك أُعلِن إطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالشراكة مع منتدى أسبار الدولي، مبادرة هاكاثون الإعلام الذي سيقام خلال الفترة من 7 - 8 من شهر فبراير القادم لعام 2020م، وذلك في رحاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

وجاءت مبادرة هاكاثون الإعلام بالشراكة مع منتدى أسبار الدولي بهدف استقطاب المواهب الشابة من العقول الرائدة في مجال البرمجة لإيجاد أحدث الحلول التقنية التي سوف تعمل على إثراء وتحسين قطاع الإعلام الرقمي، وكذلك تحفيز نطاق الابتكار في هذا المجال من أجل الوصول إلى الريادة الإقليمية والدولية في المجالات التقنية لدعم الطاقات الشابة، وتوفير الفرص المتنوعة لهذه الطاقات.

ويتم ذلك بحضور صانعي الإعلام والأكاديميين والمبرمجين من أجل العمل على تطوير حلول تقنية مبتكرة للوقوف أمام التحديات التي يواجهها هذا القطاع عبر الابتكارات المدعومة التي سوف تنتجها هذه المواهب؛ إذ سيتم الاعتناء بإنتاجها ووضعها على المسار الصحيح، ونشرها في الأسواق حتى يكون لأفكارها أكبر تأثير ممكن، وذلك من خلال فتح منشآتنا، ومشاركة خبراتنا أملاً في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والابتكار في جميع أنحاء السعودية؛ إذ نسعى جاهدين للقيام بدورنا كما يجب في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تستعد فيه السعودية لترؤس قمة مجموعة العشرين المقبلة، التي كان أحد أهم موضوعاتها الرئيسة للقمة السابقة (الابتكار والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي)؛ إذ سيمهد هذا الهاكاثون الطريق لمساهمتنا المستقبلية في قمة الرياض المرتقبة.

يُذكر أن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أسبار الدولي تمتد حتى السادس من نوفمبر. ويناقش المنتدى نحو 40 ورقة عمل في 14 جلسة، يتحدث فيها أكثر من 100 متحدث، وتتناول 3 محاور رئيسة، هي: الطلب والابتكار والسياسات والمنظمات والمعرفة والتحول إلى مجتمع المعرفة، إضافة إلى 6 ورش عمل، تتناول الرعاية الصحية في السعودية في المستقبل، والأمن السيبراني والجرائم المعلوماتية، والمواءمة الاستراتيجية والتحول الكلي للقيادات، والدبلوماسية العامة للمملكة، والتنمية المستدامة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org