مشروع "نقوا" بالليث يحول 5 آلاف هكتار على سواحل البحر الأحمر للاستزراع المائي

مشروع يموله صندوق التنمية الزراعية.. نجاح تعدى حدود المملكة ووصل إلى أسواق العالم
مشروع "نقوا" بالليث يحول 5 آلاف هكتار على سواحل البحر الأحمر للاستزراع المائي

يفخر الوطن في يوم احتفائه الـ92 بإنجازاته المتوالية، التي من بينها المجموعة الوطنية للاستزراع المائي "نقوا"، بمحافظة الليث أحد أهم المشاريع التي يمولها صندوق التنمية الزراعية الذي حقق نجاحاً تعدى حدود المملكة ووصل إلى أسواق العالم، حيث باتت منتجاته من الروبيان والأسماك مطلبًا لكثير من دول العالم، سواء كانت في القارة الأوروبية أو شرق القارة الآسيوية، في حين تصل منتجاته البحرية إلى أكثر من 32 دولة حول العالم.

ويعد المشروع من المشاريع المتخصصة التي يدعمها صندوق التنمية الزراعية من خلال تقديم الصندوق قرضاً مالياً يفوق 329 مليون ريال؛ وذلك لدعم مشروع تربية الروبيان ودعم مشروع تربية الأسماك بنظام الأقفاص العائمة، والتي أسهمت بتوفير المنتجات البحرية طوال العام وبأسعار مناسبة لتحقق الأمن الغذائي الوطني، وتنقل المملكة من مصافّ الدول المستهلكة والمستوردة للمنتجات البحرية إلى دولة مصدرة للروبيان والمنتجات البحرية.

وتشكّل المجموعة الوطنية للاستزراع المائي أحد صروح التنمية الزراعية المائية على مستوى المملكة، وتمثل أكبر المزارع البحرية المتكاملة على مستوى العالم بمساحة تقدر بحوالي 250 كيلومتراً على سواحل البحر الأحمر، وبطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 100 ألف طن من المنتجات البحرية المتنوعة، محوّلة بذلك عمليات استزراع الروبيان إلى مورد عالمي لمجموعة واسعة من منتجات تربية الأحياء المائية مع ضمان الأداء الأمثل لتحقيق آفاق جديدة من النجاح والتنوع للاقتصاد الوطني بما يواكب رؤية المملكة 2030.

وأسهم المشروع في تنمية 5000 هكتار من المناطق الصحراوية على سواحل البحر الأحمر وتحويلها إلى مسطحات مائية ذات قيمة اقتصادية عالية تسهم بشكل كبير في منظومة الأمن الغذائي الوطني، وتضم المجموعة مفارخ بأحدث التقنيات لإنتاج 150 يرقة من الروبيان والأسماك، كما يحوي المشروع محطة رفع مياه البحر تعد من أكبر محطات الرفع عبر عملها على رفع 150م2 في الثانية، كما يعمل مصنع تجهيز الروبيان أحد المصانع الكبرى على مستوى العالم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 طن يومياً، حيث يعد أول مصنع لتجهيز الروبيان والأسماك بأيادٍ نسائية سعودية.

وتواصل "نقوا" بحكم موقعها على السواحل الجنوبية لمنطقة مكة المكرمة الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، وذلك من خلال ما تنتجه وتوفره من المنتجات البحرية التي تشمل الروبيان، والأسماك، وخيار البحر، والأعلاف البحرية" بمختلف أنواعها وأحجامها، لتسهم بذلك في تلبية احتياجات الأسواق المحلية، إضافة إلى تغطية طلب العملاء المتزايد لمنتجات المشروع في أكثر من 32 دولة حول العالم.

وحقق المشروع نجاحات كبيرة ونسبَ اكتفاء عالية للسوق المحلية، حيث سارعت في وتيرة الإنتاج لتغطية الاستهلاك المحلي والطلب العالمي المتزايد على منتجات روبيان وأسماك البحر الأحمر التي اشتهرت بطعمها المميز وجودتها العالية، التي جعلت من الروبيان السعودي يتصدر قائمة الموائد العالمية، في المملكة المتحدة، وإسبانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وتايوان والصين وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلدان.

ويُأتي ذلك ثمرةً للجهود والدعم الكبير الذي يجده القطاع الزراعي بالمملكة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، واهتمام ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو نائبه، ما أسهم وبشكل كبير في النهوض بالقطاع الزراعي بالمنطقة، وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، إلى جانب الحفاظ على البيئة الزراعية المستدامة، ودعم المزارعين، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في القطاع الزراعي.

وفي لقاء لـ"واس" بمدير العمليات التشغيلية بالمجموعة الوطنية للاستزراع المائي المهندس علوي العلوي، الذي أوضح أن المجموعة شهدت خلال الأعوام الماضية -ولله الحمد- تطوراً، وتسارع في وتيرتها الإنتاجية محققةً نجاحات كبيرة ونسبَ اكتفاء عالية ووفرةً في المنتجات الزراعية، وتم خلالها الدخول في مرحلة العمليات التجارية ببناء مشروع مزارع روبيان متكاملة تضم وحدة العناية بالأمهات، ووحدة لتفريخ الروبيان، و100 حوض لتربية الروبيان ومصنع لتجهيز الروبيان بطاقة إنتاجية 5 أطنان يومياً، إضافة إلى إنشاء مختبرات خاصة لفحص الروبيان.

وأشار إلى أن المجموعة انتقلت بعد ذلك إلى المرحلة الصناعية؛ حيث حولت المجال من مجرد مزرعة صغيرة تعمل بطرق تقليدية بدائية وبسيطة إلى مجال صناعي متكامل مبني على أسس علمية مستدامة يسهم في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.

وبيّن المهندس العلوي أن المجموعة تحولت من مجرد شركة منتجة للروبيان فقط إلى مجموعة من الشركات تعمل على إنتاج سلة متكاملة من المنتجات البحرية مثل: الروبيان وأنواع عدة من المنتجات المائية، حيث تضم المجموعة الوطنية للاستزراع المائي مشروعين هما مشروع الروبيان الذي يتكون من 17 مزرعة، ما يعادل 547 حوضاً، ووحدة إنتاج خاصة بأمهات الروبيان، ووحدات إنتاج اليرقات 960 مليون يرقة شهرياً، ما يعادل 32 مليون يرقة يومياً، ومصنع لتجهيز الروبيان يعد من الأكبر على مستوى العالم، حيث تصل طاقته الإنتاجية إلى حوالي 560 طناً يومياً، وتعمل المجموعة حالياً على رفع الطاقة الإنتاجية للمصنع لتصل إلى 700 طن يومياً، وشهدت الطاقة الإنتاجية ارتفاعاً خلال الأعوام الماضية بشكل متسارع حتى وصلت طاقتها الإنتاجية المستهدفة 100 ألف طن في 2020م.

وخلُص مدير العمليات التشغيلية بالمجموعة في حديثه بالإشارة إلى أن المشروع الأخر للمجموعة الوطنية للاستزراع المائي هو مشروع الأسماك، الذي يتكون من 3 مزارع بحرية تضم حوالي 42 قفصاً، بطاقة إنتاجية تصل إلى 12 الف طن سنوياً، مفيداً أن لديها وحدة خاصة للعناية بأمهات الأسماك، مفرخة حديثة لإنتاج 4 ملايين يرقة من الأسماك شهرياً، وحاضنة لتربية اليرقات وفترة ما قبل المزارع البحرية، كما تمتلك الشركة وحدة خاصة لتربية الأسماك بنظام الاستزراع المغلق، ضمن أحد أساليب الاستزراع الحديثة مثل الاستزراع بنظام الأقفاص العائمة، كما تمتلك الشركة مصنعاً خاصاً لتجهيز وتعبئة الأسماك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org