أشارت استشارية الباطنة وأمراض الروماتيزم والذئبة الحمراء، الدكتورة حنان محمد الريس، رئيسة الجمعية السعودية للروماتيزم إلى أن نسبة مرض الذئبة الحمراء في السعودية يصل حسب دراسة طبية إلى 19 مريضاً في كل 10 آلاف شخص، وهو ما يوازي 1900 مريض في كل مليون نسمة.
وأضافت بشكلٍ عام أن هذا المرض يصيب خمسة أشخاص لكل مئة ألف شخص سنوياً في العالم وفي أي مرحلة من مراحل العمر، وتعتبر النساء أكثر إصابة بالمرض بمعدل تسعة أضعاف الرجال وخاصة في سن الإنجاب أو الخصوبة ( من عمر 15 إلى 45 سنة).
وأكدت "الريس" في حديثها لـ"سبق" أن السبب الدقيق لمرض الذئبة غير معروف. موضحةً أن الوراثة هنا تلعب دورها إذ إن الشخص الذي يصاب بمرض الذئبة ربما يرث خطراً من أحد الوالدين أو كليهما ثم يتطور المرض عند التعرض لالتهاب فيروسي أو التعرض لأشعة الشمس، أو مع التأثر بعوامل بيئية أخرى مثل إجراء جراحة، أو حمل أو مجهود نفسي أو التهاب ڤيروسي.
وفي تشخيص الذئبة الحمراء، أفادت "الريس" أن التشخيص يتم عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري للعلامات المرضية المميزة له ورصد المعايير والمقاييس التي وضعتها الجمعية الأميركية لأمراض الروماتيزم والتي تشمل التحاليل المخبرية مثل صورة الدم الكاملة ووظائف الكلى، تجميع البول لمدة 24 ساعة لقياس البروتين أو الزلال وتصفية الكرياتينين، ومضادات نواة الخلية أ.ن.أ، والأجسام المضادة للأحماض النووية د.ن.أ، وكذلك مضادات الدهون الفسفورية، والمكمل الثالث والرابع C3، وC4، وليس من الضروري أن تكون جميعها موجبة عند التشخيص.
وأوضحت أن أعراض المرض تتفاوت بين مريض وآخر متنوعة ما بين التعب العام والإرهاق الذي يصحبه ارتفاع الحرارة، وكذلك الطفح الجلدي على الخدين وحاجز الأنف، التهاب الذئبة الحمراء الجلدي الدائري المغطى بالقشور في الوجه أو فروة الرأس، الأذن، القفص الصدري.
وأشارت أن من أعراض المرض الحساسية المفرطة من ضوء الشمس، والتهاب المفاصل الذي يتسبب في تورم مفاصل اليد، الرسغ، الركبة، بالإضافة إلى تساقط الشعر، وقرح الأغشية المخاطية الصغيرة التي تظهر في الفم وقرح الأنف الذي قد يؤدي إلى حدوث النزيف، والتهاب الغشاء البلوري للرئة أو القلب مما يؤدي إلى حدوث آلام بالصدر خاصة مع التنفس وقد يتجمع بعض السائل حول القلب أو الرئة، وأضافت أن من الأعراض إصابات الكلى البسيطة والخطرة والتي يتم الكشف عنها بعمل تحليل للبول أو تحليل للدم لقياس وظائف الكلى.
ونوهت إلى أن الصداع يعتبر من أشهر أعراض تأثر الجهاز العصبي في مرض الذئبة الحمراء، بالإضافة إلى حدوث بعض التشنجات أو بعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب أو تغير في السلوك.
كما أشارت إلى الانخفاض في خلايا الدم والذي يحدث ذلك عندما تتكون أجسام مضادة تهاجم خلايا الدم، فعندما تهاجم كريات الدم الحمراء يؤدي ذلك إلى تكسيرها، ومن ثم حدوث فقر الدم (الأنيميا)، وعندما تهاجم كريات الدم البيضاء تؤدي إلى تكسيرها وانخفاض في عددها وهذا غالباً لا يكون خطيراً إلا إذا كان هناك التهابات فيروسية، بكتيرية أو فطرية.
وأردفت: أما عند مهاجمة الصفائح الدموية وتكسيرها فإن الأعراض تعتمد على نسبة الانخفاض في عدد الصفائح فقد لا يكون هناك أي أعراض في حالة الانخفاض البسيط في عددها أو قد ينتج عنه حدوث كدمات ونزيف في أجزاء مختلفة من الجسم سواء تحت الجلد أو في الجهاز الهضمي، البولي، الرحم، والمخ في حالة الانخفاض الشديد في عدد الصفائح، فيما حذرت بعض المرضى من النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر نتيجة تكون أنواع من الأجسام المضادة في الدم التي تعرف باسم مضادات الدهون الفسفورية.
وكشفت "الريس" أن المرض هو أحد أمراض الجهاز المناعي المزمنة وهو التهاب مزمن يصيب أعضاء عديدة من الجسم (لذا يسمى الذئبة الجهازية) وأشهرها الجلد، المفاصل والكلى، وقد يصيب الجهاز العصبي، الرئتين، القلب وكريات الدم والصفائح, ويحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي للجسم تجعل الجسم يهاجم خلايا وأنسجة الجسم السليمة بدلاً من حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات.
وفيما يخص علاج المرض، أوضحت استشارية الباطنة وأمراض الروماتيزم والذئبة الحمراء، أن العلاج يختلف بناء على شدة المرض والعضو المصاب وحسب الخطة العلاجية المقررة، وكشفت أنه أثناء فترة علاج الذئبة يمكن أن يلاحظ المريض اختلاف أنواع العلاجات المستخدمة حسب حالة المريض والذي قد يستمر لسنوات طويلة لأنه مرض مزمن وقد يتم استخدام أكثر من علاج بهدف الاستفادة من عامل العلاج المزدوج في إخماد النشاط الناتج بسبب الذئبة والسيطرة عليه بشكل أفضل. وأشارت إلى أن العلاج يعتمد على مجموعة من العوامل مثل سن المريض، الحالة الصحية العامة، الرغبة في الإنجاب وغيرها من العوامل الأخرى.
وبينت "الريس" أن الهدف الأساسي من علاج الذئبة يتلخص في التقليل من الالتهابات الناتجة عن الذئبة، التحكم في الجهاز المناعي وتثبيطه، ومنع زيادة نشاط المرض وعلاجه في حال حدوث ذلك، السيطرة على الأعراض مثل آلام المفاصل والخمول، وأخيراً منع حصول الضرر الدائم للأعضاء المختلفة.