منسقة الأمم المتحدة بالمملكة تثني على جهود السعودية في تثقيف الشباب بأهمية الاستهلاك للبلاستيك

قالت: تقرير "برنامج البيئة" يشير إلى وقف مصادر التلوّث.. فكيف يستطيع العالم إنهاءه؟
ريتا كولومبيا
ريتا كولومبيا
تم النشر في

قالت الدكتورة ريتا كولومبيا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالإنابة بالمملكة العربية السعودية، إن التلوث البلاستيكي يعتبر أحد أهم التحديات البيئية في عصرنا، إلى جانب تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، مضيفة بمناسبة الاحتفال العالمي بيوم البيئة والذي يصادف غداً الاثنين الخامس من يونيو، إن البلاستيك يهدد قدرة المجتمع العالمي على الحفاظ على الاحترار العالمي دون عتبة الخطر البالغة 1.5 درجة مئوية.

وأشارت كولومبيا إلى أن التلوث البلاستيكي يغطي منطقة جغرافية واسعة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، من أعماق المحيطات إلى الجبال العالية، من المدن إلى المجتمعات الريفية والمستوطنات النائية.

وقالت إنه من المتوقع أن يزداد تأثير هذه التهديدات البيئية الناشئة في السنوات القادمة، بينما تسعى البلدان جاهدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بموجب خطة الأمم المتحدة 2030. حيث يؤثر التلوث البلاستيكي بشكل مباشر على الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة "المياه النظيفة والصرف الصحي"، والهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة" تغير المناخ "؛ والهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة" الحياة تحت الماء "؛ والهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة" الحياة على الأرض "والهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة "الإنتاج والاستهلاك المسؤولين". لذلك، هناك حاجة ماسّة إلى التحول النموذجي من الاقتصاد الخطي نحو البدائل المستدامة للحد من التلوث البلاستيكي.

وبينت أن تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الأخير يشير إلى "وقف مصادر التلوّث: كيف يستطيع العالم إنهاء التلوّث بالمواد البلاستيكية وتحقيق عملية اقتصادية دائرية" إلى خسائر فادحة ناجمة عن اقتصاد البلاستيك الخطي الحالي مع تقديرات أوّلية للتكاليف الاجتماعية والبيئية السنوية المرتبطة بالتلوث البلاستيكي تتراوح بين 300-600 مليار دولار أمريكي سنوياً، مع بعض التوقعات فوق 1.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً.

وللتغلب على التلوث البلاستيكي، أوضحت أنه يجب أن نبدأ من المصدر. وهذا يعني تعزيز ممارسات التصنيع المستدامة التي تعطي الأولوية لاستخدام المواد البديلة والتعبئة الصديقة للبيئة. وأيضاً يعني الدعوة إلى السياسات التي تحفّز الحد من النفايات البلاستيكية، وتشجيع تطوير البنية التحتية لإعادة التدوير، ودعم البحث وتطوير الحلول المبتكرة.

وذكرت أن الاقتصاد الدائري يحمل مفتاح التغلب على التحديات التي يفرضها التلوث البلاستيكي. يعد الانتقال إلى اقتصاد جديد للبلاستيك الطريقة الأكثر فعّالية من حيث التكلفة لضمان تقليل التلوث البلاستيكي بشكل كبير بحلول عام 2040. ويشدد على الحد من توليد النفايات، وتشجيع إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة. من خلال الانتقال إلى الاقتصاد الدائري، يمكننا تقليل اعتمادنا على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتقليل كمية النفايات البلاستيكية التي تدخل محيطاتنا ومدافن النفايات، والتخفيف من الآثار الضارة على النظم البيئية والتنوع البيولوجي وصحة الإنسان.

ولفتت بأن المملكة تعمل على مكافحة تغير المناخ، بما في ذلك الحد من التلوث البلاستيكي من خلال المبادرات الوطنية مثل المبادرة السعودية الخضراء، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة ورعاية الاقتصاد الدائري. وتشمل رؤية المملكة 2030 حماية البيئة وتطوير مفهوم إدارة النفايات من خلال الاقتصاد الدائري. على سبيل المثال، لأول مرة في تاريخها، استخدمت أرامكو السعودية البلاستيك المعاد تدويره لبناء طريق على طول طريق سريع تملكه الشركة. توضّح المملكة العربية السعودية من خلال مبادراتها هذه بأن النمو الاقتصادي والإشراف البيئي يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب.

وأشارت بأن تحويل سلوك المستهلكين إلى سلوك أكثر مسؤولية واستدامة يتطلب التمكين المستمر للأفراد بالمعرفة والأدوات لاتخاذ خيارات مستنيرة، مثل اعتماد منتجات قابلة لإعادة الاستخدام وتقليل استهلاكهم الكلي للبلاستيك.

وأثنت كولومبيا على جهود حكومة المملكة والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تثقيف الشباب ومجتمعاتهم حول أهمية الاستهلاك المسؤول للبلاستيك والحد من التلوث. الشباب هم المحفزون للتغيير، ووجهات نظرهم، وابتكاراتهم، وطاقاتهم حاسمة في تشكيل مستقبل مستدام.

وقالت: تلتزم الأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية بدعم جميع أصحاب المصلحة والتعاون معهم لتعزيز الآليات الوطنية لمكافحة التلوث البلاستيكي والحفاظ على الجمال الطبيعي للبلاد وحماية صحة البلاد وضمان التنمية المستدامة لصالح الأجيال القادمة.

وبينت أن الأمم المتحدة تعمل مع الشبكة المحلية للاتفاق العالمي للأمم المتحدة في إشراك القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية للحد من التلوث البلاستيكي. مع التركيز على التمكين في تغيير البصمة البلاستيكية من خلال تبني ممارسات مستدامة، والحد من توليد النفايات البلاستيكية ، وتعزيز نهج الاقتصاد الدائري.

وأضافت: في هذا اليوم العالمي للبيئة، يجب أن ندرك أن أفعالنا، مهما كانت صغيرة، تؤثر على صحة كوكبنا. ومن خلال عملنا معاً، يمكننا خلق عالم لا يهدده التلوث البلاستيكي وتزدهر فيه أنظمتنا البيئية بانسجام. دعونا نغتنم هذه الفرصة لتسريع أعمالنا، والانتقال إلى اقتصاد دائري، والتغلب على التلوث البلاستيكي مرة واحدة وإلى الأبد. لقد حان وقت التغيير الآن! ولا يستحق كوكبنا ووطننا أقل من ذلك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org