"خالد أمضى الاتفاقية".. أمر من "المؤسس" في وثيقة تاريخية لشراء أسلحة لفلسطين

تحتفظ بها دارة الملك عبدالعزيز.. وتؤكد دور المؤسس في دعم ومساندة القضية الفلسطينية
"خالد أمضى الاتفاقية".. أمر من "المؤسس" في وثيقة تاريخية لشراء أسلحة لفلسطين

تحفل وثائق دارة الملك عبد العزيز بتقارير ورسائل متبادلة تتعلق بدور مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ في دعم ومساندة القضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية؛ وذلك بشهادة المصادر العربية والأجنبية من الكتب المطبوعة والصحف المعاصرة المحلية والعربية والأجنبية، ومن صور هذا الدعم الذي يمكن الوقوف عنده كثيرًا "خطاب الملك عبد العزيز لشراء أسلحة من ألمانيا لدعم الشعب الفلسطيني في عام 1358هـ/ 1939م".

فبنظرة متفحصة؛ لا يدع هذا الخطاب مجالاً من مجالات مساندة القضية الفلسطينية إلا ويثبتها لصالح المملكة العربية السعودية منذ التأسيس والنشأة بقيادة المؤسس الملك عبد العزيز الذي كان يرى ـ طيّب الله ثراه ـ أن يزود العرب الفلسطينيين بكل ما يلزمهم في معركتهم؛ وأن تبقى الأمور الحربية في فلسطين بأيدي أهلها؛ حيث كان ميالاً إلى تشكيل جماعات فلسطينية تحارب ما كان قائمًا من عصابات.

وجاءت وثيقة "خطاب الملك عبد العزيز لشراء أسلحة من ألمانيا لدعم الشعب الفلسطيني في عام 1358هـ/ 1939م"، على النحو التالي: "خالد أمضى الاتفاقية الخاصة بالسلاح الذي كان أهل فلسطين اشتروه من ألمانيا ومقداره: ألف بندقية ومليون خرطوشة وخمسون رشاش مقابل تعهدنا بأن ندفع قيمتها عبارة عن تسعة آلاف وخمسمائة جنيه إسترليني منها سبعة آلاف كان سلمها أهل فلسطين للشركة ونحن الآن سندفعها لأهل فلسطين والباقي وهو ألفان وخمسمائة ستدفعونها للشركة البائعة، فاستعدوا بالمبلغ المذكور حتى إذا جاءنا علم شحنها كان المبلغ حاضرًا وأرسلتموه إلى الجهتين.. عبدالعزيز".

وفي قراءة لمضامين الوثيقة التي تبرز أحد جوانب الدعم السعودي للقضية الفلسطينية وهو الدعم والمساندة، يتبين أن الوثيقة برقية خطية من أقدم الوثائق القديمة في ملف القضية الفلسطينية.

وفي تفاصيل الوثيقة، فإن الوثيقة موجهة ومصدرة في الأعلى لـ"ابن سليمان" وهو عبد الله بن سليمان الحمدان وزير المالية في عهد الملك عبدالعزيز، فيما يتصدر الخطاب اسم "خالد" وهو خالد بن أحمد القرقني، أحد كبار مستشاري الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله.

وتتحدث الوثيقة عن دفع وشراء صفقة الأسلحة التي اتفق عليها أهل فلسطين مع ألمانيا وتفصل ما ينبغي أن يدفع للجانب الألماني وأهل فلسطين وفق ما أمر به المؤسس، كما تبرز مدى عمق الشعور العربي والديني لدى الملك عبدالعزيز تجاه احتلال فلسطين.

ويتجلى في خطاب "المؤسس" مدى الصدق والجدية في دعم القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أن الفلسطينيين دفعوا ثلاثة أرباع قيمة الصفقة تقريبًا؛ إلا أن الملك عبدالعزيز أمر برد ما دفعوه وأصر على تحمل المملكة كل قيمة شراء الأسلحة، وهو ما يمثل غيضًا من فيض مما تقدمه المملكة من دعم للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 80 عامًا.

يُذكر أن دارة الملك عبد العزيز المعروفة بـ"ذاكرة الوطن" تحتفظ بأرشيف للصور والوثائق التاريخية، وتُعد أحد أثرى المراكز المتخصصة في تقديم المعلومة المصورة والمواد الإعلامية التوثيقية تخدم تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org