تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم، عن التمتع بالمباحات، موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال: اتقوا الله بالتقرب إليه بما يرضيه وهجر ما يغضبه ويؤذيه، فما أحسن عاقبة المتقين وما أسوأ عاقبة العصاة المفسدين فكونوا ممن سلك سبل النجاة ولا تكونوا ممن سلك سبل العصاة قال تعالى (ومنْ يطعِ اللهَ والرسولَ فأولئك مع الذين أنعمَ اللهُ عليهمْ من النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُن أولئك رفيقا. ذلكَ الفضلُ من اللهِ وكفى باللهِ عليمًا).
وأضاف "الحذيفي": أيها المسلمون إن الله خلق هذا الكون وأودع فيه كل ما يحتاجه المكلفون من أرزاق ومتاع ورياش وزينة ومال ودواب وغير ذلك، وذلل هذا الكون وسخره كله لمصلحة الخلق ومنافعهم وقيام حياتهم إلى أجل مسمى عند الله لا يعدوه، قال تعالى: (هو الذي جعلَ لكم الأرضَ ذلولًا فامْشُوا في مناكِبِها وكلوا من رزقهِ وإليه النشور).
وأوضح أن الله عز وجل لم يخلق هذا الكون في كماله عبثًا، ولم يتركه سدى، ولم يجعله مهملاً لقوله تعالى: (وما خلقْنا السماءَ والأرضَ وما بينهما لاعبين. لو أردْنا أن نتخذَ لهوًا لاتخذناه من لدنّا إنْ كُنَّا فاعلين) ولم يكل الله الخلق لغيره بل خلق هذا الكون المشاهد للحق وهو التوحيد والطاعات كلها والصلاح والإصلاح للأرض .
وبيّن "الحذيفي" أن الله عز وجل أرسل الرسل وآخرهم سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من الشرك والموبقات لقوله تعالى: (ولقدْ بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أنِ اعْبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوتَ)، وقد أمر الله المرسلين عليهم الصلاة والسلام بالتمتع بما أحل الله في الحياة من الطيبات وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها .