كتبتُ هذا المقال، ثم قمتُ بالتعديل عليه كثيرًا؛ لأني جاهدًا أحاول إيصال فكرتي دون تأويل آخر. قصص النجاح والكفاح والإلهام تأسرني كثيرًا.. فأحيانًا أبحث يمنة ويسرة عن شيء أستفيد منه، ولأستنبط الفوائد كذلك، حتى وقعت على أحد المواقف العجيبة - سبحان الله - التي لم أسمع بها من قبل؛ لأنقلها لكم بتصرف!
بداية الموقف عام 1993م. كان منتخب زامبيا الإفريقي لكرة القدم منتخبًا قويًّا، وفي صفوفه لاعب زامبي محترف، اسمه "كالوشا بواليا".
يُذكر أن "كالوشا" اختلف مع مدرب منتخبه بسبب استبعاده من مباراة لمنتخب بلاده، وعجز عن إقناع المدرب باللعب رغم أهمية ذلك.
يُشاع أن "كالوشا" بكى، وشعر بظلم، وأن الدنيا أظلمت في وجهه بعد استبعاده.. ثم طلبوا منه السفر للحاق بالفريق لكنه رفض.
ماذا حدث بعد ذلك؟!
المفاجأة هنا أن الطائرة التي سافر بها المنتخب الزامبي وقعت، وتحطمت، ومات 30 شخصًا، من بينهم 18 من أفراد بعثة المنتخب الزامبي، خلال رحلتها من العاصمة الجابونية "ليبرفيل" إلى السنغال؛ إذ سقطت الطائرة في المحيط الأطلسي على عمق 500 متر.
عاش "كالوشا"، ونجا؛ ليصبح لاحقًا مدربًا لمنتخب بلاده لفئة الشباب، وقاد بلاده لنهائي أمم إفريقيا، وهو الآن وزير للشباب والرياضة ببلاده!
مَن كان يعلم أن هذا الشاب كان من أهدافه في أيام لعب مباراة مهمة، والآن يقود دفة الرياضة كاملة في بلاده، بعد أن شاء الله له النجاة، وعدم الذهاب في تلك الرحلة.
أهمس لهم من بعيد، وهم يعرفون أنفسهم، وأقول: قصص المعاناة ثم تبديل الحال للأفضل كثيرة. فأنا –والله- كاتم للهم الذي أصاب البعض، ودمعة إحداهن، وحديث آخر بحرقة ما زال يرن في أذني خلال حوارهم معي هذه الأيام. وصدقًا لم أستطع أن أحرك ساكنًا لهم إلا الدعاء في أثناء الحديث، أو في ظهر الغيب.
فتذكروا دائمًا أن الخير فيما اختاره لكم الله، ورددوا باستمرار { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}. وليكن شعارك دائمًا وأبدًا (كن مع الله ولا تبالِ).