حذر عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء والمتخصص في الفقه المقارن الفقهاء والمستَفتين الدكتور حمود بن محسن الدعجاني من التساهل في مسائل أحكام الصيام المعاصرة، وعدم إباحتها للسائل دون الرجوع لأهل العلم والمتخصصين من أطباء ومن في حكمهم، وذلك لاعتبارات فقه النوازل والتي لا يصح فيها التحريم أو التحليل دون التثبت واستشارة المختصين.
وتأتي الرسالة الشيخ الدعجاني ضمن زاوية #رسالة_رمضانية التي تنشرها "سبق" يومياً طيلة شهر رمضان المبارك وتستضيف فيها نخبة من العلماء والدعاة للحديث عن فضائل ورسائل إيمانية تهم المسلمين في هذا الشهر الكريم.
وأضاف: أن من المسائل المعاصرة في الصيام الغسل الكلوي، بخَّاخ الربو، الأقراص التي توضع تحت اللسان، غاز الأكسجين، الإبر العلاجية، التحاميل (اللبوس)، إدخال المنظار، أو إدخال دواء، أو محلول لغسل المثانة، أو مادة تساعد على وضوح الأشعة، والتقطير في فرج المرأة والتحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة وغيرها، الأمر الذي يحتاج معه الفقيه استشارة طبيب أو مختص لإصدار الحكم الشرعي أو الفتوى لطالبها دون الوقوع في زلل أو حرج أو إثم.
وأكد "الدعجاني" أنه حدثت في واقع المسلمين المعاصر نوازل معاصرة تتعلق بالعبادات والمعاملات، ومن ذلك المسائل المعاصرة المتعلقة بالصوم، فعلى الفقيه أو طالب العلم أن يراعي عند النظر في هذه النوازل التثبت والتحري واستشارة أهل الاختصاص من أهل الطب وغيرهم والرجوع إلى علمهم في مثل هذه القضايا عملاً بقوله تعالى: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم ْلاَ تَعْلَمُونَ".
وقال إن ذلك يساعد الفقيه على التوصيف الصحيح للمسألة وعدم القول بلا علم، والاجتهاد الجماعي في وقتنا الحاضر المتمثل في هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية ومراكز البحث العلمي ما يحقق الدور المنشود لأن فيه تحقيق مبدأ الشورى وتمحيصاً للآراء، وتلاقحاً للأفكار، عبر مناقشات علمية، الأمر الذي يجعل الحكم النابع عن ذلك الاجتهاد أكثر دقة في النظر، وأكثر إصابة في الرأي.