"السوداني" الذي أشعل مشاعر السعوديين.. قصة "الكاشير" طوقت رقبته بجميل للمملكة

غمره المواطنون بكرمهم.. وقرار الملك أشعره بالذنب
"السوداني" الذي أشعل مشاعر السعوديين.. قصة "الكاشير" طوقت رقبته بجميل للمملكة
تم النشر في

مواقف الشهامة والكرم ليست حصرية على كتب المآثر والتاريخ، فلا زال بعضها يروى حتى الآن في المملكة، وإذا كان حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم قد عاش بربوع صحراء نجد وأرجائها، فإن أحفاده على العهد ما زالوا باقين.. وقد يكون ذلك عنواناً مناسباً لقصة المقيم السوداني و"الكاشير" السعودي التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الأخيرة.

وفي التفاصيل، وثق مقيم سوداني يُدعى عبداللطيف خير في مقطع فيديو متداول قصته مع شاب سعودي يعمل "كاشير" في إحدى سلاسل السوبر ماركت الكبيرة في المملكة قبل نحو 4 أيام، حيث ذكر أنه عندما انتهى من التسوق، وهم بدفع الحساب الذي بلغ 290 ريالاً لم يجد حافظة نقوده التي كان يحملها في جيبه، فأصابه الجنون محاولاً عبثاً البحث عنها في أرجاء المكان كافة، لينزل على قلبه الاطمئنان الممزوج بالحرج عندما أخبره الشاب السعودي "الكاشير" بأن حسابه عليه ولا داعي للجزع.

وبرغم الحرج البالغ الذي أصاب "عبداللطيف" إلا أنه شكر الشاب السعودي على كرم أخلاقه، وعاد في اليوم التالي بعد أن دبر المبلغ ليرده لصاحبه، إلا أنه فوجئ بكرم أخلاق من مستوى آخر، عندما رفض "الكاشير" تلقي المبلغ، قائلاً له إنه لوجه الله ولا يريد عليه مقابلاً.

ووصف المقيم السوادني شعوره لـ"سبق"، إذ قال: "لم أجد ما يمكن قوله للشاب السعودي، فهو لا يعرفني ولا أعرفه، ورغم ذلك قرر مساعدتي دون انتظار أي مقابل لوجه الله، وهو أمر غير اعتيادي خاصة في ظل هذه الظروف".

موقف آخر

ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد لـ"عبداللطيف"، الذي يعمل في المملكة منذ نحو 6 سنوات، الذي اختبر فيه كرم السعوديين، إذ يقص موقفاً آخر قائلاً: "عندما علم صاحب المنزل الذي أقيم فيه بظروفي ومشكلتي مع كفيلي، غمرني بكرمه، وأعفاني من دفع إيجارات متأخرة بلغت 10 آلاف ريال تقريباً ".

وعبر "عبداللطيف" عن رغبته في رد هذه المبالغ فور انتهاء ضيقته المالية، قائلاً :"فور انتهاء مشاكلي المالية، سأعود لصاحب المنزل لدفع هذه الإيجارات المتأخرة".

بلد لا تفرق بين أحد

وأشار "عبداللطيف" إلى شعوره بالذنب والحرج البالغ بعد قرار خادم الحرمين الشريفين بتوفير العلاج المجاني من فيروس كورونا للمواطنين والمقيمين والمخالفين الذين يعيشون في المملكة، قائلاً: "شعرت بالإحساس بالذنب والخجل من نفسي بعد قرار المملكة بالعلاج المجاني من فيروس كورونا للمواطنين والمقيمين والمخالفين؛ وذلك لأنني مخالف لنظام الإقامة، وليس عندي أوراق قانونية، وأصرف من خير البلد، وفي نفس الوقت الملك يصدر قراراً بعلاج المخالفين مثلي مجاناً. وهو أمر مخجل لأي شخص غير نظامي".

متابعاً: "لذا قررت بعد انتهاء هذه الأزمة تسليم نفسي مهما كانت العواقب والعودة للسودان، فلا يصح أن تخون دولة تكرم كل من يقيم على أرضها سواء قانونياً أو غير قانوني بلا تفرقة. وإذا جاءتني فرصة أخرى للعودة للسعودية فيما بعد سأعود بلا تفكير".

رسالته للمواطنين

ووجه المقيم السوداني رسالته للسعوديين بأنه يجب عليهم الفخر بوطنهم الذي لا يفرق بين أحد ويغمر الجميع بكرمه، متوقعاً أن تغير أزمة كورونا في موقع المملكة بين خريطة الدول، لتصبح السعودية من دول العالم الأول، حيث المكانة التي تستحق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org