قدمت السعودية مبادرات إنسانية وجهودًا كبيرة، منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وقاد هذه الجهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف الوصول إلى حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، بما يعزز السلم والأمن الدوليين.
وتفصيلاً ، كانت المملكة من أوائل الدول المبادرة بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، والعمل على حل سياسي للأزمة الروسية - الأوكرانية، وتقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، ودعم اتفاق استئناف صادرات الأغذية، والتوسط لإطلاق وتبادل الأسرى والموقوفين.
اتصالات موسعة أجراها سمو ولي العهد مع الجانبين الروسي والأوكراني منذ بدء الأزمة، أعلن خلالها استعداد المملكة للوساطة بين الدولتين وإنهاء الحرب.
وتلقى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفيًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تلقى اتصالاً هاتفيًا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث الأزمة.
ونجحت جهود وساطة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بإبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، وقد أفرج خلال الصفقة عن 10 سجناء أجانب أسروا في أوكرانيا من عدة دول.
وأتت تلك الخطوة حينها انطلاقًا من اهتمامات ولي العهد، واستمرارًا لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة.
واستضافت المملكة في أغسطس الماضي مدينة جدة، اجتماعًا لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية.
واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يُسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، كما أعربوا عن أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع.
وحرص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على تبادل الزيارات مع روسيا، بدأها بزيارة في عام 2015م، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وكانت الزيارة الثانية لسمو ولي العهد إلى روسيا، في عام 2018م، لمؤازرة منتخب السعودية في مباراة افتتاح كأس العالم آنذاك أمام أصحاب الأرض.
من جهة أخرى قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير عام 2007 بزيارة إلى السعودية كأول زعيم روسي يقوم بهذه الزيارة.
وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية ثنائية في مجال الاتصالات الجوية ومعاهدة تفادي دفع الضريبة المزدوجة على المداخيل ورؤوس الأموال، وعدة اتفاقيات في مجال الثقافة وتبادل المعلومات والتعاون المصرفي، كما تم خلال الزيارة تحديد اتجاهات جديدة للتعاون (التكنولوجيا الذرية وغزو الفضاء في الأغراض السلمية)، وتقلد الرئيس بوتين آنذاك قلادة الملك عبد العزيز التي يتم منحها عادة لكبار الزعماء وقادة دول العالم.