في تجربة غامرة تجمع بين عبق التاريخ وسحر التجسيد الواقعي، تأخذك "مساء الحجر" إحدى فعاليات مهرجان الممالك القديمة الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا ويستمر حتى 30 نوفمبر.
وشاركت "سبق" -في تدشين الفعالية- زوار العلا في رحلة عبر الزمن، تبدأ بعربات تجرها الخيول إلى "الحديقة السرية"؛ حيث يعيش الحضور تفاصيل دقيقة عن الحياة النبطية؛ بما في ذلك زراعة الأشجار من الطلح وغيرها التي كانت جزءًا من تجارة الأنباط وصناعاتهم.
وفي منطقة الحجر، يستقبل الزوارُ أكثرَ من 40 فنانًا وفنانة من مختلف أنحاء العالم في الحديقة السرية يرتدون الأزياء النبطية ويتحدثون باللغة العربية والإنجليزية، ليحيوا شخصيات تاريخية تروي قصص الحضارات التي عبرت من هنا.
من سوق الحضارات النبطي إلى مشاهد قوافل الإبل وورش صناعة البخور، يجد الزائر نفسه محاطًا بأصوات الخيول والمشي وأحاديث التجار، وكأنه عاد بالزمن إلى تلك الفترة المليئة بالحياة.
وبعد الحديقة السرية، ينتقل الزوار إلى السوق النبطي، الذي يضج بالحياة ويجد فنانين متقمصين شخصيات التجار والحرفيين الذين يعرضون بضائعهم من الأقمشة والفخار والمجوهرات والبخور في السوق.. ويعيش الزوار تجربة استثنائية؛ حيث يشاهدون تفاصيل الحياة النبطية وكأنهم غير مرئيين، وسط حوارات التاجر وزبائنه وأصوات البيع والشراء التي تملأ المكان.
التجربة لا تتوقف هنا، بل تمتد إلى طريق القوافل؛ حيث تحاكي مشاهد مرور القوافل بصوت الخيول والجمال؛ مما يعيد للأذهان طريق البخور الذي كان شريان الحياة للتجارة النبطية، وبفضل هذا الإتقان في التجسيد، يشعر الزائر وكأنه جزء حقيقي من هذا العالم؛ لدرجة أنه يعيش التفاصيل وكأن الزمن عاد إلى الوراء.
"مساء الحجر" ليست مجرد فعالية؛ بل نافذة تعيد كتابة التاريخ النبطي، وتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل هذا الأداء التفاعلي المذهل الذي يبرز أصالة التراث. وسيظل علامة فارقة في تقديم الماضي بحلة حديثة تبهر العالم.