
إذا قيست الإنجازات التي حققتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، بعمر إنشائها البالغ عامًا واحدًا و21 يومًا تقريبًا إلى الآن، إذ صدر بأمر ملكي بإنشائها في 30 أغسطس (آب) 2019، فسيصعب تصديق عدد الإنجازات الكبير والنوعي، الذي حققته في تلك الفترة القصيرة؛ لأنها في ضوء أي معايير لقياس الأداء تتطلب أعوامًا وليس عامًا واحدًا، ومن تلك الإنجازات تقدم مدينة الرياض 18 مرتبة دفعة واحدة، في مؤشر المعهد الدولي للتنمية الإدارية، لتحتل مرتبة خامس أذكى مدينة بين عواصم دول مجموعة العشرين، متخطية في ذلك طوكيو وروما وباريس وبكين.
فعقب إنشاء "سدايا" شرعت في وضع الخطة الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي ستؤدي إلى تحول اقتصاد المملكة إلى اقتصاد رقمي، وبما يحقق مخرجات رؤية "2030"، ولقد بدأت الهيئة بالفعل في تنفيذ بنود تلك الخطة الوطنية، وفي أوائل مارس (آذار) الماضي، أكملت استعداداتها لدعم انضمام المملكة إلى الاقتصاديات الرائدة في العالم في اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي يتوقع أن يُسهم بأكثر من 500 مليار ريال من إجمالي الناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2030، أو ما يعادل 12.4 في المائة من الناتج المحلي، وبحسب ما أعلنته "سدايا" تقدر قيمة اقتصاد البيانات والذكاء الاقتصادي في المملكة حاليًا بنحو 15 إلى 20 مليار ريال، فيما تتوفر فرصة لتحقيق إيرادات إضافية بنحو 40 مليار ريال من خلال تسخير قوة البيانات.
ونهضت "سدايا" بدور حيوي، في استمرار سير العمل في المؤسسات الرسمية للمملكة خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، فلم تواجه الوزارات والهيئات والمجالس أي عوائق في الوظائف التي تضطلع بها، أو تنظيم لقاءات واجتماعات كوادرها، الذين أتاحت لهم "سدايا" عقد اجتماعاتهم افتراضيًا عبر الشاشات، نظرًا للظروف التي فرضها وباء "كورونا"، ومن أمثلة إسهام "سدايا" في انتظام العمل الحكومي، إتاحة تصاريح حج العام الماضي عبر تطبيق "توكلنا" بشكل إلكتروني، بما سهل على حجاج بيت الله الحرام، وجنبهم استخدام التصاريح الورقية، حفاظًا عليهم من احتمالات الإصابة.
ومن الإنجازات التي تسجل لـ "سدايا"، نجاحها في تشغيل القمة الافتراضية الاستثنائية لمجموعة العشرين، التي نظمتها المملكة في 26 مارس الماضي؛ لتنسيق جهود الاستجابة العالمية لتحديات "كورونا"، والحد من تأثيره الإنساني والاقتصادي، وعلى الرغم من ضخامة الحدث الذي تطلب تواصل قادة دول مجموعة العشرين في مختلف القارات، فإن "سدايا" أتمت التحضيرات الإلكترونية اللازمة للقمة في أقل من أسبوع، وامتد نجاحها إلى عقد عشرات الاجتماعات واللقاءات المجدولة في برنامج عمل رئاسة المملكة للمجموعة، كما أسهمت "سدايا" في توفير التقنيات المطلوبة لاستئناف العملية التعليمية عن بعد، نهاية العام الدراسي الماضي، وبداية العام الحالي.