ثروة عربية كادت تندثر.. السعودية ثالث العالم و"الحربية الأمريكية" استغلت بعضها!

جهود كبيرة للمملكة مع "سفينة الصحراء".. والأرقام في المنطقة تكشف حجمها ونسبها
ثروة عربية كادت تندثر.. السعودية ثالث العالم و"الحربية الأمريكية" استغلت بعضها!
تم النشر في

تعاني الثروة الحيوانية في الوطن العربي من صعوبات ومعوقات كثيرة حالت دون تحقيق الاكتفاء الذاتي في منتجاتها في كثير من الدول العربية؛ بل والاعتماد بشكل كبير على الاستيراد من الخارج وما يتبع ذلك من إهدار لثروة ذات أهمية قصوى؛ حيث قدرت الثروة الحيوانية في الوطن العربي عام 1997م بحوالى 40 مليون رأس من البقر، و3 ملايين من الجاموس، و185 مليونًا من الغنم والماعز، و12 مليون رأس من الإبل.

وتعادل هذه الأعداد مجتمعة حوالى 81.2 مليون وحدة حيوانية، وقد بلغ معدل النمو السنوي خلال الفترة 1977- 1997 حوالى 2.1% في الأغنام والماعز و2.2% في الأبقار، و1.1% في الإبل و1.39% في الجاموس.

وتعد الإبل أحد أهم موارد الثروة الحيوانية المنسية في الوطن العربي؛ حيث يتواجد 12 مليون رأس من الإبل، في بوادي الوطن العربي الكبير وصحاريه، ترعى في مراعٍ خصبة تُقدر مساحتها بحوالى 256 مليون هكتار، مشكلةً 65% من مجموع الإبل في العالم تقريبًا.

وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة بعد الصومال والسودان في عدد الإبل على مستوى العالم، بنحو 900 ألف رأس، تتنوع بين الإبل المجاهيم، والإبل المغاتير، والحمر، والصفر، والشعل، والإبل الساحلية.

وتعد جهود نادي الإبل -ممثلة في الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين رئيس مجلس إدارة النادي وأعضاء مجلس الإدارة والعاملين- أحد أهم العوامل التي تعيد اكتشاف وتنمية واستثمار الإبل كثروة منسية في الوطن العربي؛ حيث يعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي يشرف عليه الشيخ فهد بن حثلين بشكل مباشر، أهم فاعلية متعلقة بسفينة الصحراء في العالم قاطبة.

وتأتي جهود نادي الإبل لما تتمتع به "سفينة الصحراء" من مكانة مرموقة عند الإنسان العربي؛ ولا سيما عند أهل الجزيرة؛ نظرًا لقدرتها العجيبة على تحمل المشاق، وصبرها على احتمال العطش في هجير الصحراء وحرها اللافح، وهي تقطع الفيافي رفيقًا لصاحبها في حله وترحاله الطويل، وينظر العرب للإبل على أنها الوسيلة الأهم والآمنة التي يكافحون فيها صعوبة الصحراء.

وقد كانت الإبل العربية مشهورة بأصالتها وتحملها، ولهذا استعملها الأمريكان عام 1857م عن طريق "الحربية الأمريكية" آنذاك؛ وذلك باقتراح من "أدوار مترز جرلدبل" الرحالة الشهير الذي استعملها في استكشاف طرق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا، وكذلك استغلها المستعمرون في استيطان القارة الأسترالية.

وقال اقتصاديون وعلماء ومختصون عرب في مجال الإنتاج الحيواني: "الإبل سابقًا لم تحظ بأي اهتمام في خطط تنمية الثروة الحيوانية في الوطن العربي، ولم تستغل إمكانياتها بطريقة اقتصادية"؛ ناصحين بضرورة الاستفادة القصوى من نتائج الدراسات والبحوث حول الإبل؛ لتصبح موردًا اقتصاديًّا مهمًّا ورافدًا حيويًّا للمقومات الاقتصادية للدول العربية، بزيادة أعدادها وتطوير قدراتها الإنتاجية؛ حتى تستطيع المساهمة بقدر ملموس في الإنتاج القومي من اللحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org