قال الباحث الإستراتيجي في العلاقات الدولية والإقليمية الدكتور مطير سعيد الرويحلي لـ"سبق"، إن مشاركة المملكة في معرض بغداد الدولي يمكن إيجازها في عدة محاور من بينها المحور الإنساني وهو إعادة إعمار العراق عام 2018، والذي ساهمت السعودية فيه بما يزيد على مليار ونصف المليار دولار.
وأوضح "الرويحلي" أن السعودية وقفت مع الشعب العراقي في محنة الطاقة بعدما قطعت إيران عن العراق مصادر الطاقة، كما قدمت الدعم المادي والتجاري في ذلك الوقت، وذلك دون أي مقابل بينما قدمت عدة مساعدات إنسانية وطبية.
وأكد أن كل هذا لأنه جاء من منطلق أخوي بين الدولتين، مشيراً إلى أن الدول الشقيقة اعتادت مثل هذه المواقف من المملكة لأنها دائماً تكون أول الواقفين بجوار الدول العربية والإسلامية مثل: "فلسطين، العراق، والسودان ولبنان".
وأضاف: يأتي المحور الثاني في الوضع العراقي السياسي والأمني والاقتصادي، حيث إن أمور العراق معقدة لوجود القوات الأجنبية على أرضها بما يؤثر على سيادتها منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وكذلك الملف التركي وتهديد العراق من ناحية الشمال، وكذلك الملف الإيراني والتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي الداخلي بما يؤثر تأثيراً كبيراً على سيادة العراق ووحدتها.
وأردف: هذه الملفات تدركها المملكة وتحاول دعم العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وأثبتت ذلك من خلال مواقفها الإسلامية والسياسية، كما تم تأسيس مركز التنسيق السعودي العراقي وتم افتتاحه بواسطة خادم الحرمين الشريفين وحيدر العبادي رئيس وزراء العراق الأسبق، ومنذ ذلك الوقت انعقدت عدة جلسات كان آخرها الدورة الخامسة لهذا المجلس في جدة العام الماضي، وكذلك الزيارات المتبادلة بين الدولتين.
وأبان "الدكتور مطير الرويحلي" أن الرياض تسعى إلى إعادة التحام الدول العربية والإسلامية وتفعيل دور جامعة الدول العربية من جديد، وأن تكون الدول العربية ملتحمة في قراراتها، وفي رؤيتها وتطلعاتها وفي إيجاد وضع عربي مميز وفعال في ظل هذا الحراك العالمي والاحتقان السياسي العالمي الذي ساهمت فيه الحرب الأوكرانية الروسية.
وأشار إلى أن "الشرق الأوسط سيكون أوروبا العصر الحديث"، هذه الجملة التي قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي استطاعت أن تقلب العالم أجمع رأساً على عقب، لما تعنيه من معان كثيرة من بينها هي أن الشرق الأوسط سيكون له فعالية في دور مؤثر وفعال في السياسة الدولية والعالمية،
ولفت بأنه لأول مرة يشهد العالم العربي قمة لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تحت قبة واحدة وخرجوا برؤية وتشكيل لجنة من أمناء المنظمتين لمتابعة القضية الفلسطينية، والمحور الأهم الذي تنطلق منه المملكة في حضور هذا المؤتمر، هو أن العالم العربي والإسلامي يمر بأزمة سياسية ودينية وهي الأزمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في فلسطين، وامتداد الحرب الإسرائيلية في فلسطين إلى سوريا ولبنان، ولا شك أن السعودية تدرك تأثير هذا على الدول الإسلامية اقتصادياً وأمنياً.
وذكر أنه ليس ببعيد الوضع في اليمن والملاحة في البحر الأحمر وكيف تم تهديد هذا الشريان الحيوي في المنطقة، حيث تم تشكيل تحالف لحماية الممرات الملاحية كباب المندب والذي يطلق عليه حارس الازدهار، حيث إن تواجد تلك الدول في هذه المنطقة أمر غير مرغوب فيه وإن كان بالفعل لحماية الملاحة.
واختتم "الدكتور مطير سعيد الرويحلي"، بالتأكيد على أن المملكة تعتبر العراق شريكاً حيث إن لها عمقاً وتراثاً عربياً إسلامياً ودولة لها حضارتها وقوتها، مشيراً إلى أن السعودية تدعم العراق اقتصادياً وسياسياً وإستراتيجيا، وذلك لخدمة المنطقة بأكملها وليس فقط العراق وشعبها.