تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة. وتتناول الحلقة السادسة الديوان في العهد النبوي بأنواعه واختصاصاته كافة.
وحول هذا الموضوع يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة، المهندس حسان طاهر: لما قَدِم النبي – صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة المنورة،واستقر به المقام، اتخذ مسجده الشريف مجلسًا له، وكان موضع جلوسه معروفًا؛ إذ كان يجلس عند إحدى الأسطوانات المعروفة إلى اليوم باسم(أسطوانة الوفود)، يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمة إليه، وكانت تعرفأيضًا بمجلس القادة؛ إذ لم تعرف الدولة في مبتدأ نشأتها الدواوين مقرًّا لأجهزتها الإدارية؛ فكان طبيعيًّا أن يكون مجلس الرسول – صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وهو مجلس الحكم، يمارس منه سياسة المجتمع الإسلامي، وتصريف شؤونه العامة.
وأضاف المهندس طاهر: ابتدأ الديوان النبوي الشريف كمؤسسة مهمة مستقلة بعد قدوم النبي – صلى الله عليه وسلم - للمدينة المنورة، وهذا ما نص عليه جمهور المؤرخين المهتمين بالتاريخ الإداري للدولة الإسلامية من القدماء والمعاصرين.
وبيَّن حسان أنه منذ اللحظات الأولى كان احتياج النبي – صلى الله عليه وسلم - لمجموعة من الكتّاب؛ يشاركونه في تدوين مكاتباته، سواء فيما كان يوحى إليه، أو ما كان يكاتب به أمراءه وأصحابه، حتى أصبحت الحاجة إليهأكثر من ذلك بعدما بدأ ببعث رسله إلى أمراء وملوك الأرض؛ يدعوهم إلىالإسلام.
وأضاف: على الرغم من بساطة الحكم في عهد الرسول، واتخاذه المسجد، وإضافة لما يؤديه فيه من مناسك، أصبح يبلغ فيه رسالة الإسلام الجامعة، ويستقبل فيه الوفود، ومن كانت له حاجة، وأصبح فيما بعد مكانًا مخصصًا لمثل تلك الإدارات؛ وبالتالي كانت بحاجة لعدد من الكتّاب؛ يساندونه في تدوين الإجابة، والرد على مختلف المكاتيب التي كانت تصل إليه.. ولم يقتصر الأمر على مكان جلوس الرسول بل أصبح له فيما بعد كتّاب، يلازمونه حتى في سفره وأثناء خروجه، أو توجهه إلى أي مكان.
وختم: خص النبي – صلى الله عليه وسلم - بعض الكتّاب ببعض المهامالكتابية. وهذه الاختصاصات يمكن إجمالها في كتّاب الوحي، وكتّاب الرسائل إلى ملوك العجم، وكتّاب الرسائل إلى العرب البوادي، وكتّاب العهود والمواثيق والأمان، وكتّاب الإقطاعيات والأموال النبوية، وكاتب السر، وكتّاب الوثائق والشروط والمدانات، وكتّاب الغنائم والخمس، وكاتب الصدقات والحوائج، وكاتب الجيش.