يحظى الحرمان الشريفان والزائرون بعناية القيادة السعودية منذ العهد الأول للبلاد، فقبل 88 عامًا توافد الحجاج من شتى الأجناس على مقر صحيفة "أم القرى"؛ للإعراب عن سعادتهم وشكرهم للحكومة السعودية على ما وجدوه من أمن وأمان، وخدمات وإمكانات سخرت للحجاج؛ لتيسير أداء مناسك الحج.
وتكشف القصاصة التاريخية التي اطلعت عليها "سبق" عن 3 شهادات لحجاج من دول عدة، عما لاقوه من كرم ضيافة، وخدمات فائقة في المشاعر المقدسة في موسم حج عام 1355هـ/ 1937م، أي قبل نحو 88 عامًا.
تذكر القصاصة التي يشتملها العدد رقم 638، أن الحجاج توافدوا على مقر الجريدة؛ للإعراب عن تقديرهم وشكرهم للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وحكومته على ما شاهدوه من صنوف العناية بهم، وتوفير أسباب راحتهم، وطلبوا إعلان شكرهم عبر صفحات الصحيفة.
ومن بين شهادات الشكر التي أوردتها الصحيفة، شهادة وزير العدل في المغرب، ومعه قائد بعض القبائل المغاربية، وقنصل الدولة الوطنية الإسبانية، ويروي هؤلاء الرجال ما وجدوه من ترحاب وضيافة من رجال ومسؤولي السعودية فور وصولهم إلى الأراضي المقدسة، وحتى انتهاء مناسكهم، وتشرفهم بالسلام على الملك.
كما أوردت "أم القرى" كلمة شكر لمواطن سوداني من سكان أم درمان، أعرب فيها عن انبهاره بما وجده من خدمات لم ير مثلها قبل ذلك مع تعدد زياراته للحج والعمرة في السنين الماضية.
ويلفت الحاج إلى أنه وجد استتباب الأمن في السعودية، كما رأى تقدم الرعاية الطبية، ووجود المياه على طرق منى وعرفات، وهو ما يسر عليه أداء المناسك، ولم يحمله مشقة حمل زجاجات المياه أثناء رحلته، كما يشير بالشكر إلى مجهودات الحكومة في إصلاح وتعبيد الطريق بين جدة ومكة والمدينة.
أما الشهادة الثالثة فكانت لحاج من دولة إريتريا، ويوثقها بثلاث حوادث حدثت له أثناء الحج، إذ يذكر أنه ضل مع أسرته طريق إقامتهم في عرفات، وأثناء ذلك التقى به متطوعو الإسعاف، فاستضافوهم، وقدموا لهم كل أشكال الرعاية والعناية والراحة حتى انتهوا من يومهم في المشعر.
ويُذكر الحاج ويُدعى محمد باطوق، أن نجله الصغير فقد منه في الزحام، وظن أنه لن يجده أبدًا في ظل هذا الزحام العظيم، إلا أنه وجده لدى رجلي أمن من رجال الشرطة، اللذين قدما له الحلوى للتسلية، لتهدئة روعه.
ولم تنتهِ شهادة "باطوق" عند هذا الحد، فيضيف إلى شهادته أمرًا أثار دهشته، ويعبّر عن مدى تمتع رجال الأمن في المملكة منذ العهد الأول بالكفاءة والأمانة وحسن التصرف، فقد تفاجأ الحاج الإريتري في أثناء إقامته في منى برجال الأمن يحملون حقائبه وأمتعته، ويبحثون عن صاحبها، فقد عثروا عليها قبل أن يشعر بفقدها، وهو الأمر الذي أثار دهشته.