القاتلة جاءت لتسكن 18 يومًا واستغلت شهامة الضحية بحيلة "الحقيبة الثقيلة".. تفاصيل وكواليس يرويها خال "الغريبي"

ما بين طعن وسحب ومعلومات مغلوطة يفندها في تصريحات لـ"سبق" مثمنًا جهود المملكة في المتابعة الحثيثة ونقل الجثمان
المبتعث المغدور الوليد بن عبدالله الغريبي
المبتعث المغدور الوليد بن عبدالله الغريبي
تم النشر في

"هادئ الطباع، متعاون مع الجميع ودائمًا مبتسم، يؤْثِر على نفسه وبار بوالديه"؛ هكذا بدأ خال المبتعث المغدور "الوليد بن عبدالله الغريبي" حديثه لـ"سبق"، كاشفًا كواليس من حادثة مقتل "الغريبي" في أمريكا وطبيعته الشخصية، مشيرًا إلى "الوليد" لفظ أنفاسه الأخيرة ثمنًا لشهامته وطيبته وحبه لتقديم المساعدة للآخرين ولجارته التي طلبت المساعدة، فقُتِل على يديها في مبنى سكنه بغرض سرقته.

وفي التفاصيل، كان طالب علوم الحاسب الآلي الوليد الغريبي قد تعرض للطعن حتى الموت في شقته المقيم بها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث وقعت الجريمة، صباح أول أمس الاثنين، داخل منزل في المبنى رقم 300 في شارع هانسبيري في جيرمانتاون، فيما ألقت شرطة مدينة فيلادلفيا، القبض على امرأة من ولاية جورجيا، على خلفية حادثة الطعن التي تعرض لها "الغريبي"؛ حيث تبلغ القاتلة 19 عامًا، وتدعى نيكول ماري رودرجز؛ وهي تقبع الآن تحت الاحتجاز ووُجهت لها تهمتا القتل العمد والسرقة وتهم أخرى.

وتناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية جريمة قتل "الغريبي" ووصفتها بالبشعة والأليمة، فيما كشفت الجريمة عن مدى تلاحم ولاة الأمر في المملكة مع كل أفراد الشعب، وتجلى ذلك بوضوح في اهتمام الدولة ورعايتها في نقل الجثمان ومتابعة القضية.

وبدورها؛ قدمت "سبق" واجب العزاء لذوي المغدور "الغريبي" وأسرته بعد وصول جثمانه والصلاة عليه في مدينة الرياض، والتقت بخاله محمد بن عبدالله الغريبي ليوضح جانبًا مضيئًا من حياة الطالب المغدور ومعلومات عن أسرته وجهود المملكة في متابعة قضيته وتسهيل جميع الإجراءات في نقله لمدينة الرياض ودفنه والصلاة عليه.

وأوضح خال "الغريبي"، أن أسرة "الغريبي" تسكن محافظة شقراء منذ القدم، ووالداه تزوجا ثم انتقلا لمدينة الرياض.

وبين أن "والد المقتول هو الدكتور عبدالله عبدالعزيز الغريبي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود قبل أن يحال على التقاعد، ويسكن الآن مدينة الرياض هو وأسرته المكونة من الابن الأكبر هيثم، وبنت وحيدة إضافة إلى زوجته".

وأضاف: "مما زاد من الأسى والحزن في مقتل ابن اختي الوليد أنه مبتعث ولم يعد منذ سنتين للسعودية ولم يلتقِ بأمه، وأسرته منذ سنتين -ما عدا والده الذي التقى به من مدة قصيرة- وكانت الأم والأسرة ينتظرون عودته بكل شغف بعد تخرجه، إذ لم يتبقّ على تخرجه سوى 3 أشهر".

وحول حالته الاجتماعية وسكنه بمفرده في الشقة قال: "الوليد لم يتزوج بعدُ، وكان يسكن مع مجموعة من زملائه، وقبل 6 أشهر تقريبًا تخرجوا وبقي وحده، فانتقل لهذا السكن الذي قُتِل فيه"، مشيرًا إلى أن "الوليد دمث الأخلاق هادئ الطباع دائمًا مبتسم ومتعاون مع الجميع ويؤثر على نفسه، وبارًا بوالديه".

وعن الجريمة، قال إنه وفق المعلومات التي تصلنا فإن "الوليد قُتِل على يد جارته في المبنى نتيجة طيبته وحبه لتقديم المساعدة للآخرين، والقاتلة تبلغ من العمر 19 عامًا وقدِمت للسكن في المبنى الذي يسكن فيه الوليد؛ لتسكن في إحدى الغرف لمدة 18 يومًا فقط، والمبنى الذي يسكنان فيه يتكون من عدة غرف بحمام ومطبخ مشترك".

واستطرد: "في يوم الإثنين 23 يناير جاءت القاتلة لغرفة الوليد وأخبرته بأنها تريد الرحيل، وطلبت منه الصعود معها لغرفتها في الدور الثالث؛ لحمل حقيبتها وإنزالها للسيارة بالأسفل، فذهب معها للدور الثالث، وعند وصوله قرب غرفتها طعنته بسكين في عنقه عدة طعنات، ثم سحبته وأغلقت عليه دورة المياه المشتركة".

وأردف: "هجوم القاتلة على الوليد أحدث جلبةً وصوتًا، مما حدا بأحد الجيران في المبنى بالاتصال بمالكة المبنى، وعلى الفور حضرت مالكة المبنى، وعند صعودها تفاجأت بأن القاتلة تقوم بتنظيف المكان، فسألتها عن سبب ذلك، فأجابتها بأنها تنظّف المكان من آثار كلبها وفضلاته، لتسلم الغرفة نظيفة قبل رحيلها، ثم نزلت وهربت".

وأضاف: "لاحظت مالكة المبنى أن دورة المياه مغلقة، فطرقت باب دورة المياه فلم يجبها أحد، فحاولت فتح دورة المياه فلم تستطع فتحها إلا بعد عدة محاولات، لتجد الوليد غارقًا في دمائه، فحاولت إسعافه، ولكنه فارق الحياة، رحمه الله"، مشيرًا إلى أن "القاتلة سرقت غرفة الوليد وهربت ببعض حاجياته الثمينة الخفيفة، ولكن السلطات تمكنت من القبض عليها فيما بعد، بفضل الله ثم بفضل جهود ومتابعة سفارة خادم الحرمين الشريفين".

ونوه خالد "الغريبي" إلى أنهم "طالعوا بعض المعلومات المغلوطة تتحدث عن أن الوليد قد أعلن عن بيع بعض حاجياته، وهذا الكلام عارٍ من الصحة لاسيما وأن تخرجه تبقى عليه 3 أشهر، فكيف يبيع أثاثه وهو لا يزال باقيًا هناك تلك الفترة".

وتابع يقول: "الطالب كان ذا خلق عالٍ ومعاملة حسنة مع الجميع بشهادة مدير الجامعة التي يدرس فيها، والمشرف على دراسته، وصاحبة السكن، حيث اتصلوا بوالده مقدمين له العزاء متأثرين بما حدث، مُثْنِين على تعامل الوليد معهم ودماثة أخلاقه وحبه لتقديم المساعدة للآخرين".

وحول جهود المملكة في القضية، قال خال الطالب المغدور: "تولت سفارة المملكة بأمريكا والقنصلية متابعة القضية منذ الساعات الأولى؛ حيث حظيت الحادثة بمتابعة سفيرة خادم الحرمين الشريفين بأمريكا الأميرة ريما بنت بندر بن عبدالعزيز منذ علمها بالخبر، وقامت في حينها بالاتصال بوالد الفقيد وتعزيته، مؤكدة وقوف السفارة معهم وتقديم كل ما يحتاجونه، كما تواصل القنصل وأعضاء القنصلية مع والده مقدمين العزاء له في مصابه الجلل".

وأضاف: "باسمي وباسم أسرة الفقيد نقدم الشكر والامتنان لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، على ما لقينا من متابعة واهتمام؛ حيث تابعت سفارة المملكة إنهاء إجراءات نقل جثمان الفقيد، وتابعت ذلك حتى وصوله لمدينة الرياض والصلاة عليه ودفنه مساء أمس".

وكانت سفارة المملكة في أمريكا قالت في بيان لها: "تابعت سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية ببالغ الحزن والأسى ومنذ اليوم الأول وبالتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة في نيويورك ملابسات مقتل المواطن الوليد عبدالله الغريبي رحمه الله في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث تبين أن الفقيد قُتِل على يد مواطنة امريكية تسكن في أحد الطوابق العلوية للمنزل الذي يسكن فيه المواطن".

وأضاف: "تشير السفارة إلى أنه تم القبض على المتهمة وهي قيد التحقيقات حاليًا، مثمنةً ما تم من تعاون معها من قبل السلطات الأمنية الأمريكية في مدينة فيلادلفيا منذ وقوع هذا الحادث المؤسف، كما استكملت السفارة كل الإجراءات اللازمة مع السلطات المعنية الامريكية لنقل جثمان الفقيد رحمة الله إلى المملكة".

وتابع البيان: "وقد قامت سمو سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز بالتواصل مع ذوي الفقيد لتقديم خالص التعازي والعون الكامل لهم في هذا الظرف المؤلم، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org