مدينة عريقة غنية بالتاريخ والحضارة، وتعتبر من أقدم المدن في العالم، تنفست التاريخ عبر الزمن، فكان يوصف مَن يعيش فيها بنعيم أزلي، لا يدركه أي نعيم في الدنيا.
إنها بغداد، واحدة من عواصم العالم القديمة، وقد بناها أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، وجعل لها أربعة أبواب، وفيها الكثير من المعالم التاريخية الباقية إلى اليوم شاهدة على عظمة الحضارة التي تحتويها هذه المدينة، التي كانت في يوم من الأيام عاصمة الدنيا ومنارتها، ومَر عليها الطغاة والمحتلون وحولوها إلى مدينة دماء وأشلاء، مثل الغزو التتري وغيره.
ومن يمشي في طرقات بغداد يرى ويشم التاريخ حين يقف أمام المدرسة المستنصرية والمساجد الإسلامية التاريخية، كمسجد براثا، ومسجد الشهيد، ومسجد المعتصم، ومسجد المنصور، ومسجد المهدي، ومسجد الرصافة، ومسجد المنارة، والمدارس التاريخية كالسلجوقية والشرقية.
ورمضان في بغداد تسير بجواره الفرحة ما بين استعدادات الحلوانيين وصانعي البقلاوة والزلابية، وسير المسحرجي الذي يوقظ البغداديين للسحور، ويسمى أحيانًا "أبو الطبل".
ويعتبر سوق الشورجة أهم الأسواق التي يتردد عليها البغداديون قبل رمضان لشراء حاجاتهم ولوازمهم للشهر الكريم، وهو أقدم الأسواق البغدادية الباقية أيضًا؛ إذ تم إنشاؤه في العصر العباسي الثاني قرابة عام 750هــ.
وبخصوص المقاهي البغدادية فقد اشتهرت بغداد في القرنين الماضيين بمقاهيها المنتشرة على ضفتَي دجلة جهتَي الكرخ والرصافة، وعُرف عنها أنها تقدم المشروبات الساخنة كالشاي المهيل والدارسين واللومي وشاي الكجرات.
وتجمع موائد إفطار الصائمين المواطنين فقراء وأغنياء عند صلاة المغرب من كل يوم خلال هذا الشهر الكريم.
هذه العادة الرمضانية السنوية تسمح للمشاركين في هذه الموائد بالاستمتاع بوجبة إفطار غنية بما لذ وطاب من المأكولات في ظل أجواء روحانية مميزة.
وموائد الإفطار أو وجبات الطعام المعدة في الجوامع تعد من التقاليد العراقية التي تربط مختلف طبقات المجتمع ببعضها، وتسد الهوة بين فئات المجتمع وطبقاته من جهة أخرى.
ويعد رمضان شهرًا خاصًّا في بغداد؛ إذ تقام فيه العديد من الفعاليات الدينية والثقافية.
وتتزين شوارع المدينة بالأنوار، وتُفتح المساجد لاستقبال المصلين، كما تُقام العديد من الفعاليات الثقافية، مثل المسابقات القرآنية والندوات الدينية والعروض المسرحية.
واستمرت الخلافة العباسية ما يقارب من 600 عام تحكم أقاصي الأرض من المشرق والمغرب، واستمرت الفتوحات الإسلامية في عهد خلفاء بني العباس إلى أن وصلت لمشارف الصين وإسبانيا.