جولة ولي العهد رسالة للتسامح بين الأديان ونشر الاعتدال.. والسعودية دولة أمن وسلام لشعوب المنطقة والعالم

التقى "البابا تواضرس" و"رئيس الأساقفة" في القاهرة ولندن وشدد على نبذ العنف والإرهاب
جولة ولي العهد رسالة للتسامح بين الأديان ونشر الاعتدال.. والسعودية دولة أمن وسلام لشعوب المنطقة والعالم
تم النشر في

حملت جولة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر وبريطانيا، الكثير من الرسائل المهمة والعاجلة، فبجانب الرسائل السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى من يعنيهم الأمر، هناك رسالة لا تقل أهمية، بعثت بها الجولة، إلى دول العالم أجمع، يؤكد مضمونها أن المملكة بطبيعتها، دولة متسامحة تماماً، ومنفتحة على الأديان، وتعمل على نشر الفكر الديني المعتدل، وتشجع على الحوار مع أصحاب الأديان والمذاهب، وتحارب الفكر المتشدد المتطرف.

ففي مصر، زار سمو ولي العهد، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية في مقره بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وهي أول زيارة من نوعها لمسؤول من المملكة. وأظهرت وسائل الإعلام، سمو ولي العهد، والبابا تواضروس وهما يسيران داخل الكاتدرائية جنبا الى جنب.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن ولي العهد قوله خلال الزيارة: "الأقباط غاليين على كل مسلمي العالم". وأضاف سموه: "المسلمون يجب أن يعرفوا ذلك الدور الوطني الذي تحملته الكنيسة من أذى، نعزيكم في شهدائكم الغاليين علينا وعلى مصر والعرب والعالم".

ونقلت الوكالة عن البابا تواضروس قوله لولي العهد: "نرحب بهذه الزيارة الغالية علينا.. زيارة سموك سعادة لكل المصريين". وأضاف البابا: "كانت جلسة طيبة وزيارة طيبة.. تحدث الأمير محمد بن سلمان كثيراً عن محبته للأقباط". وذكر أن ولي العهد السعودي دعاه إلى زيارة المملكة.

وقبل زيارة البابا، حرص ولي العهد على القيام بزيارة لمشيخة الأزهر الشريف، ولقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب، وافتتاح ترميم وتوسعة مباني الأزهر، وهو ما يشير إلى احترام وتقدير ذلك الصرح الإسلامي الكبير، الذي سعى البعض إلى التقليل من شأنه، لصالح أصحاب الفكر الضيق المتطرف، الذين شوهوا صورة الإسلام المعتدل المتسامح.


دور مختلف
وفي بريطانيا، التقى الأمير محمد بن سلمان، رئيس الأساقفة جاستن ويلبي، وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم. وتسلم سمو ولي العهد "مخطوطة القرآن ببرمنغهام"، وهي واحدة من أقدم السجلات الباقية للقرآن الكريم، ومكتوبة بالخط الحجازي، وتحتوي على آيات من الصور القرآنية.

وخضعت الزيارتان للكثير من التحليل والتقييم من الخبراء والمسؤولين، الذين رأوا أن الموقف السعودي الجديد، اكتسب احترام وإعجاب أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، وأصحاب الفكر الديني المعتدل، وأجمعوا على أن الموقف السعودي يدعو إلى التسامح والحوار مع الديانات الأخرى.

نهج خادم الحرمين
ويسير ولي العهد في نهجه ذلك، على نهج خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إذ حرص -يحفظه الله- أثناء زيارته إلى مصر في إبريل من العام 2016، على استقبال البابا تواضروس، وإجراء نقاش حول حوار الأديان.

ويجمع المحللون على أن المملكة اليوم، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده، تنشر الفكر الديني المعتدل المتسامح، وتشجع على الحوار مع الأديان والمذاهب، وتنبذ وتحارب الفكر المتشدد المتطرف، واصفين ذلك بخطوة في الاتجاه الصحيح، لتعزيز التقارب مع الأديان والثقافات، وكذلك محاربة الإرهاب، ومن يقف وارءه ويدعمه من دول معروفة، وقالوا إن ذلك التوجه الحضاري يبعث على التفاؤل في مستقبل أفضل للأمة العربية والإسلامية، لأن المملكة تعتبر صمام الأمان لأمن واستقرار المنطقة.

وأجرى ولي العهد العديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في المملكة، خلال السنوات الماضية، ومن بين تلك الإصلاحات، تعزيز الانفتاح على الديانات والثقافات الأخرى، وهو مثار ترحيب وإعجاب من دول العالم المتحضر، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والأجنبية.

حوار الأديان
وسبق لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز -يرحمه الله- أن أطلق دعوته لحوار الأديان، في وقت يشهد العالم بأسره من تصدعات وخلافات ونزاعات دينية ومذهبية. ورأى ـ يرحمه الله ـ أن الحوار هو الحل الأمثل والأجدى للخروج إلى صيغة توفيقية، وأن العالم بحاجة ماسة إلى الحوار لتجنب الحروب والفتن التي تعيق التفاهم والتقدم والألفة بين شعوب العالم.

وافتتح الملك عبدالله في 2008 المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، والذي عقد على مدى ثلاثة أيام في مكة المكرمة، وهدف للتشاور بين المسلمين حول مؤتمر الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة الذي اقترحه، وأكد في كلمته الافتتاحية أن اللقاء يبعث برسالة للعالم مفادها أننا أمة قِيم وعدل، وأوضح أن المؤتمر يعد دعوة للبحث في التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وبينها تطرف عدد من أبنائها. وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن التسامح هو لغة الاسلام، مؤكدا ضرورة تعزيز لغة الاحترام بين الأديان السماوية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org