تُجلب أفخر وأندر أنواع الرخام الطبيعي من أصقاع المعمورة لتكمل منظومة الهندسة المعمارية الفريدة للمسجد النبوي الشريف التي صمّمت بعناية وإتقان، مما يجسّد إحدى بصمات الاهتمام بعمارة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما لينعموا بالراحة والطمأنينة.
وتتجلّى في ساحات المسجد النبوي الخارجية أبهى صور ومشاهد العناية بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرز في الساحات المكشوفة، وسطحه الذي تمت تغطيته برخام "تاسوس" اليوناني الأبيض العاكس للحرارة على مساحة تبلغ 108 آلاف متر مربع تقريباً, ويتميّز هذا النوع من الرخام ببرودته مهما اشتدّت حرارة الطقس خلال فصل الصيف، فلا يتأثر بارتفاع درجة الحرارة، ما يوفّر الراحة والأجواء المعتدلة للمصلين في الأماكن المخصّصة في سطح المسجد النبوي أو في الساحات تحت المظلات، إضافة إلى خدمة تشغيل المراوح المزوّدة برذاذ المياه لتلطيف الأجواء.
ويُنتقى الرخام الطبيعي من عدة دول في قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا تبعاً لخصائصه وميزاته وتشكيلاته وجودته حيث استُخدم رخام "كرارا" الإيطالي بجودته العالية في معظم أرضيات المسجد النبوي بمساحة تبلغ 98.000 متر مربع، كما استخدم في كسوة الأعمدة الدائرية بالتوسعتين وعددها 2345 عاموداً تقريباً، فيما تتم تكسية المداخل الرئيسة والجانبية للمسجد النبوي والمساحات بين الأعمدة بعدد من أصناف من الرخام الملوّن ذي النقوش الإسلامية ومنها رخام "بارديليو" الإيطالي و "ليكانتي" الإسباني و الرخام "الأخضر" الهندي و "ترافنتينو" و "روزا" التركي بما يراعي جودة البناء والتصاميم, وبما يتواءم مع التشكيلات الهندسية في أرضيات وأسطح وجدران المسجد النبوي.
واستخدم في تجليد جدران الدور الأرضي والسطح رخام "روزا" البرتغالي بمساحة تبلغ 4700 متر مربع، فيما استخدم رخام "رزيزة" الوردي في تكسية الجزء السفلي للواجهات وبمساحة إجمالية تبلغ 4000 متر مربع، في حين جرى تغطية الجزء العلوي من الواجهات الخارجية للمسجد النبوي برخام "البكري" الفاتح على مساحة 13600 متر مربع,، كما تم استخدام أنواع عديدة من الجرانيت المصنوع محلياً في الساحة الخارجية منها "أبو ركب" الرمادي، والرخام الأفريقي ذو الألوان الداكنة، و"الجزاز" و"البكري" و"القشاشة" و "رويدا الأحمر" بأشكال هندسية وتبلغ مساحتها معاً 163.000 متر مربع تقريباً.