كشف الرحّال خالد الفجر، تفاصيل رحلة الـ 1000 كيلومتر على درب زبيدة، وصولاً إلى مكة المكرّمة، والصعوبات التي واجهها هو وفريقه خلال الرحلة من تضاريس وعرة وتسلق جبال بمدة قرابة شهر وأسبوع على ست مراحل مدة ثلاث سنوات.
وقال "الفجر" لـ "سبق": "الهدف من هذه الرحلة هو مسح وتوثيق درب زبيدة كأطول درب حج في المملكة، وإعطاؤه مكانته المستحقة من تسليط الضوء عليه لما يحتويه الدرب من عديدٍ من الآثار والبرك والممرات المائية والتقنية الهندسية المستخدمة آنذاك، وكذلك المعالم الطبيعية والتضاريسية، والأودية والنباتات الطبيعية والأشجار".
وأضاف: "تهدف الرحلة إلى التعرُّف على النسيج الاجتماعي والمجتمع المحلي، على طول الدرب، وقطع خمس مناطق إدارية: الحدود الشمالية وحائل والقصيم والمدينة المنوّرة ومكة المكرّمة، وتشجيع سكان هذه المناطق على العمل لإظهار هذا المسار وتوافر فرص عمل سياحية، خاصة بعد انضمام درب زبيدة لـ "اليونسكو".
وتابع: "ومن أهم أهداف درب زبيدة الخاصة اكتشاف ذاتي والتحّدي الكبير الذي تحديت فيه نفسي -ولله الحمد- بقطع ألف كيلومتر، والتحدّي الكبير هو تحمُّل جميع الظروف الجوية وأحوال الطقس، ووعورة التضاريس، حيث توجد أجزاءٌ من الدرب مقام عليها منشآت ومزارع، فلا نجد سبيلاً إلى أن نتسلق جبل، ناهيك عن بعض المخاطر التي واجهتنا من قلة الماء الذي نستخدمه، حيث إننا نسير في مناطق نائية وبعيدة عن المدن والقرى".
ومن بين التحديات الأخرى: "توجد صعوبة في وصول الدعم اللوجستي لنا، حيث إننا نسير في مناطق لا تصل إليها السيارات، وكل هذه التحديات زادتني إصراراً وتحدياً كبيراً من أجل الوصول، وساعدتني بشكل كبير جداً على اكتشاف ذاتي من جديد، واكتساب خبرات جديدة وعلاقات خاصة، من الأشخاص الذين نقابلهم على الدرب".
وقال "الفجر": أبرز المعالم التاريخية التي مررنا بها على درب زبيدة التاريخي ما يقارب ٢٧ محطة رئيسة و٢٧ محطة فرعية، من ضمنها: برك وآبار ومنشآت ومبانٍ ومحطة الشقوق، والعشار، والبدع زرود الخزيمية، وفيد، وتوز، البعايث، والنقرة، الماوية، والربذة، والعمق والمهد والمسلح، والعقيق، وأوطاس، وميقات ذي عرق.
وأبرز المعالم الجغرافية والطبيعية: عروق النفود وعرق المظهور وعقبة قاع الأجفر، وعدة أودية من أبرزها: وادي الرمة، وادي ساحوق، وادي العقيق، وادي الشعبة، والدرع العربي، ومهد الذهب وأودية وشعاب مكة المكرّمة.
جديرٌ بالذكر أن مدير مكتب وزارة الرياضة بالعاصمة المقدّسة عمر قاضي مدني؛ كرّم الرياضي خالد الفجر؛ وفريقه عقب وصولهم، وذلك بصالة كِبار الشخصيات بمدينة الملك عبدالعزيز الرياضية، بدعوة كريمة من مكتب وزارة الرياضة بالعاصمة المقدّسة، بحضور مدير شؤون الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج فارس حجار.
وذكر "الفجر" أن الرحلة كانت بقيادة الكابتن عقاب حماد الشمري؛ المرشد بالاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج، والكابتن هادي علي آل ضويعن؛ مرشد هايكنج بالاتحاد السعودي وهما مَن قاما برسم مسار درب زبيدة من الحدود الشمالية إلى مكة المكرّمة، وشارك معهما الرحّال إبراهيم اليحيا؛ والدعم اللوجستي حماد عقاب الشمري.