كالعادة بعد جولتين أصبحت الفرق العربية خارج المنافسة وبدون عصبية، عطفاً على نتائج المنتخبات العربية المشاركة في مونديال روسيا 2018م، لم نجد جديداً، فقد كانت الفرق العربية محطات استراحة للفرق الأخرى، وهذا هو الواقع المؤلم للكرة العربية التي كانت مشاركتها تحصيل حاصل، فمنذ أن وعينا ومشاركة العرب في المونديال العالمي ضعيفة جدا للدرجة التي ترسّخ في أذهان جماهيرهم الرياضية أن أقصى طموحاتهم التأهل للدور الثاني، وللأسف يتباهى بعضهم بالمستوى الجيد للفريق العربي حتى لو خسر نتيجته - وعلى الرغم من أن الكرة فوز وخسارة لكن طعم الفوز مختلفٌ جداً ومحروم منه الجمهور العربي- وتبقى الخسارة هي الخسارة حتى لو لعب الفريق بمستوى رائع، فما فائدة المستوى إذا ذهبت النقاط للفريق المنافس؟
بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للاحتراف فإن الجماهير العربية التي يبهرها الوصول إلى الدور الثاني وتعتبره إنجازاً كبيراً هو أحد أهم أسباب تدني المستويات وتقهقرها، بينما جماهير الفرق الأوروبية واللاتينية التي تطبق الاحتراف الحقيقي هدفها الكأس ولا غيره، ولست أدري متى يرتفع سقف طموحات المنتخبات العربية وجماهيرها إلى البحث الجاد والحصول على كأس العالم؟
دفع الملايين للاعبين المحليين فيه مبالغة كبيرة، عطفاً على أدائهم المتدني داخل المستطيل الأخضر، ودفع الأموال في عدد من اللاعبين الأجانب لانضمامهم إلى الأندية الرياضية مبالغ فيه أيضًا، فقد وصل العدد إلى استضافة سبعة أو ثمانية لاعبين للفريق الواحد، وهذا كله على حساب اللاعب الوطني الذي سيبقى على دكة الاحتياط، وستفقد الكرة المحلية عدداً من المواهب بسبب اللاعب الأجنبي الذي سيأخذ مكانه في خارطة الفريق، و(المنتخب السعودي أنموذجاً)، فلم يكن غضب جمهوره الرياضي بسبب الخسارة بخمسة في مباراة افتتاح كأس العالم 2018 أمام روسيا، فكل منتخب مهما كان تاريخه معرضٌ للخسارة بخمسة وستة وسبعة، وقد فعلتها البرازيل من قبل وهم أسياد الكرة وأكثر الفرق فوزًا بكأس العالم، لكن الغضب الحقيقي كان بسبب المستوى الهزيل الذي ظهر به اللاعبون في مباراة تاريخية يشاهدها كل العالم، وإن تحسن الأداء في المباراة الثانية للمنتخبات العربية إلا أن الخسارة أفقدته الأهمية.