نمتلك في السعودية موارد عدة، تجعلنا نفاخر بها، منها موارد بشرية، وشباب يزرع الأمل، وحكومة تساند الإبداع، وشغف وطموح لدى الغالبية بأن يكون القادم أجمل، وتطلعات للتغيير الإيجابي.. وكذلك موارد طبيعية من بحار، وشواطئ، وجبال، وسهول.. تستطيع أن تقدم ما لديك من فعاليات مختلفة، وعلى مدار العام.. وهيئات، ومجالس، ووزارات، وقطاعان عام وخاص، ورجال أعمال، وبرامج تقدم العديد من الفرص، وتدعم السياحة والترفيه.. فما المانع من أن يكون لدينا وزارة، تكون من أولوياتها ومن مهامها زيادة جرعات السعادة في المجتمع، وخلق الفرح الإيجابي بين أفراده، وجعل السعادة قيمة، ومبدأ، ومنهاجًا.. وتكون شعارًا للجميع، يؤمن به الفرد، وأطياف المجتمع كافة، ويسعون لتحقيقه، من خلال التكاتف، والبرامج، والأهداف.. وبالتالي تتحقق الرفاهية على مستوى المنطقة بأكملها، وعلى المستوى العام؛ وهو ما يعود على رفاهية المجتمع، وزيادة الإنتاج، وسرعة دوران العملية الاقتصادية.. وينتج من خلالها زيادة الدخل.
"والسعادة" تجعل منك شخصًا آخر، مليئًا بالحياة والمرح، ومقبلاً على الحياة؛ وبالتالي نشاطك ودورتك الدموية تزداد وتتفاعل، ومنها تكون "بيئتك العملية" مريحة، وتعايشك مع الآخرين متماشيًا مع متطلبات العصر الحديث؛ إذ إن قبول الآخر أولى مراحل التعايش والانطلاق والإنتاجية.
إذًا، ما دامت "المتطلبات متوافرة"، وما دامت النفوس متعطشة، وما دام الإقبال على "الترفيه" في أوجه، وما دام الناس والأُسر متعطشين للعمل والإنتاج والفرح.. فلماذا لا يكون لدينا "وزارة"، تتعلق بأمور "السعادة"، تنطلق من برامج "جودة الحياة"، ومن برامج وأهداف رؤية 2030.. ومنها نحقق جزءًا كبيرًا من الأحلام والطموحات، ومنها ننطلق إلى عالم آخر متماشٍ مع المرحلة التي نعيشها، والنقلة النوعية والاجتماعية التي نمرُّ بها، ومع التغييرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي نلمسها ونعيشها الآن في مجتمعنا.
ربما قريبًا نسمع عن وزارة للمرأة، تتعلق بشؤون المرأة ومتطلباتها واحتياجاتها، ووزارة تتعلق بأمور السعادة ومتطلباتها مكملة للهيئات والوزارات في هذا المجال.