تتكاتف جهات حكومية في المملكة وتبذل جهودًا حثيثة لحماية الغطاء النباتي وخصوصًا "المعمرة" منها بما فيها شجرة الضبر والذي يبلغ عمرها أكثر من 300 سنة من أبرزها وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والذي تحرك أخيرًا حيث قام بوضع لوحات تعريفية بهذه الشجرة على البعض منها ووضع سياج حولها لحمايتها.
وكان شجر الضبر قد شهد تناقصًا في الأعداد بسبب عمليات الاقتلاع الكبيرة التي يتعرض لها على الرغم من العقوبات التي تفرضها الجهات الرسمية على العابثين ومنها السجن والغرامات المالية.
وعزا عددٌ من "السكان" أسباب تناقص شجر "الضبر" الذي يتميز بالضخامة خلال العشرين سنة الماضية إلى زيادة التوسع العمراني واللجوء إلى اقتلاعه من قِبل بعض المواطنين من محيط التجمعات السكانية، خوفًا من خطر سقوط أجزاء منه على منازلهم وممتلكاتهم بفعل الرياح والأعاصير وأيضًا الخوف من خطر الزواحف السامة التي تتخذ منه مأوى للعيش نظرًا لكثرة الجحور التي به بجانب تعرض عدد منها إلى الصواعق الرعدية.
وشجرة الضبر من الأشجار المعمرة التي يتجاوز عمرها ثلاثمائة سنة وتنتشر بشكل كبير في منطقة جازان وخصوصًا الجبلية منها وتُعد من الأشجار النادرة في العالم، وتمتاز بخضرتها الدائمة، ولها فوائد كثيرة من الناحية البيئية والزراعية. وتساعد هذه الشجرة على حماية القرى والمزارع من الرياح القوية، وتلائم أنواع التربة المختلفة، إضافة إلى أنها مقاومة للجفاف.
وأطلق فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة العارضة شرق منطقة جازان في وقت سابق مبادرة لجمع بذور شجرة الضبر المعمرة بهدف حمايتها من الاندثار بسبب الزحف والتوسع العمراني الذي أدى إلى اقتلاع العشرات منها.
وكانت وزارة الزراعة وضعت قائمة بأهم النباتات المحلية الملائمة لتشجير الحدائق والشوارع والأفنية والساحات ومداخل المدن، حيث جاءت شجرة الضبر ضمن القائمة.
ودشن وزير البيئة والمياه والزراعة حملة تشجير تهدف إلى زراعة أربعة ملايين شجرة بحلول العام 2020م في مختلف المناطق منها 350 ألف شجرة من أشجار الضبر والسدر والأراك، حيث تشتهر به منطقة جازان حتى حلول العام 2020م.
وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قد أكدت أن هناك غرامات وعقوبات مغلظة لقطع الأشجار المعمرة وأن سقف الغرامات في نظام البيئة الجديد ارتفع بشكل كبير ورادع لكل العابثين بالبيئة، حيث يتضمن إضافة إلى الغرامات المالية التوقيف والسجن للمخالفين جاء ذلك بعد تداول مقطع لشخص يقتلع شجرة في إحدى مناطق "جازان".