كشف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رؤيته لنهاية الصراع في سوريا، وأفصح عن اعتقاده بضرورة بقاء القوات الأمريكية في سوريا على المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل.
رؤيته للصراع
وأجاب ولي العهد عن سؤال محاوره بمجلة "التايم" الأمريكية حول رؤيته لكيفية انتهاء الصراع في سوريا، بقوله: "لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب. أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلًا، وخصوصًا في عام 2018م، حيث يكاد يكون أمرًا مُستحيلًا أن تُخفي شيئًا عن الناس. أعتقد أن "بشار" باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا، ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد؛ وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها، حينها "بشار" سيكون دُميةً لإيران".
وأضاف: "لذا، فمن الأفضل لهُ أن يكون نظامه قويًا في سوريا، وهذا الأمر أيضًا سيكون إيجابيًا بالنسبة لروسيا. أما روسيا، فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة وأن يُمكنوا "بشار" ولديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران؛ لذلك، فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ما هي النسبة المئوية لذلك، ولكن "بشار" لن يرحل في الوقت الحالي، لا أعتقد أن "بشار" سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب؛ لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا ولا أحد يريد رؤية ذلك".
وتابع سموه تحليله للموقف على الأرض في سوريا: "أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك، لدينا الآن أراضٍ يُسيطر عليها "بشار"، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحاول أن نركز في السعودية على كيفية مساعدة الشعب من خلال المعونات، ونحن لا نقوم بإرسالها بشكل مباشر. بل نرسلها عبر الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحلفائنا، ونأمل أن تتوقف الأمور التي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة؛ وذلك لأن الناس يُعانون هُناك".
انسحاب القوات الأمريكية
أما بالنسبة لرأيه في نية "ترامب" سحب القوات الأمريكية من سوريا، قال الأمير محمد بن سلمان: "نعتقد أن على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل؛ وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقًا للتفاوض وممارسة الضغط، وفي حال إخراج تلك القوات، فأنت تخسر تلك الأوراق، هذا أولًا، أما ثانياً: فتحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران؛ لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا، فستخسر نقطة التفتيش تلك وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة".
وأجاب الأمير عن سؤال مُحاوره عن خشيته من ذلك الممر المباشر بين إيران وحزب الله؛ إذ قال: "بالطبع، ولكننا سنتولى أمره، ولكنه سيكون أكثر صرامة".