عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: يرى المحلل والكاتب السياسي الدكتور خالد الدخيل أن تغيرات فجر الأربعاء أدخلتنا مرحلة حكم الجيل الثالث التي بدأت إرهاصاتها في حكم الملك عبدالله، وأن التاريخ سيسجل أن حكم الجيل الثالث من حكم العائلة السعودية بدأ في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن الدولة تحكم الآن من الجيل الثالث تحت إشراف الملك سلمان، مشيراً إلى أن هناك سرعة لافتة في اتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة.
جاء ذلك في حديثه اليوم مع الإعلامي عبد الله المديفر في برنامجه الأسبوعي "لقاء الجمعة" على قناة روتانا خليجية متحدثاً عن الأوامر والقرارات الأخيرة التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز، لافتاً إلى أن احتمالات المواجهة مع إيران واردة جداً من خلال الاشتباك معها في الحدود مع العراق أو في مياه الخليج أو في البحرين، ومؤكداً أن أغلب الضيوف السعوديين في تحليلاتهم عبر القنوات خلال عاصفة الحزم لم يقدموا قراءات سياسية متعمقة للأحداث.
وأضاف الدخيل أن هناك عملية تأمين للحكم خلال عشرين إلى ثلاثين سنة قادمة، باعتبار صغر سن ولي العهد وولي ولي العهد. ولفت الاهتمام إلى أن هناك ناحية مهمة في توقيت القرارات؛ لأنها حصلت في حالة حرجة في المنطقة، وهي رسالة للخارج أن ليس لدينا أي مشكلة داخلية؛ فالوضع لدينا مستقر.
وأشار إلى أن موضوع الحكم وانتقال الحكم هو من أكثر الأمور الحساسة لأي دولة، وهو سبب توتر المنطقة الآن، مؤكداً أن العالم العربي يعاني الآن أزمة حكم، والعاصفة التي تعصف بالمنطقة كلها تتمحور حول الحكم، الذي تسبب في حصول فراغ سياسي وأمني وأيديولوجي، الذي تملؤه حاليا التنظيمات الإرهابية، وتحاول إيران الاستفادة منه.
وقرأ الدخيل أن رسالة القرارات الأخيرة للداخل هي تأكيد الأمن والاستقرار بالنسبة للحكم لمدة ٤٠ سنة قادمة، منوهاً بأنه عندما يشاهد السعوديون العملية السياسية في بلادهم تسير بهذه السلاسة والهدوء يكون ذلك مبعث اطمئنان كبير لهم.
وأردف: نحتاج خلال الفترة المقبلة إلى عملية تحصين الحكم بنصوص دستورية بقاعدة شعبية، تحقق لها مزيداً من الدعم من خلال إشراك مجلس الشورى وهيئة كبار العلماء.
وعن تقدم الأمير مقرن المبايعين، وزيارة الملك سلمان له بعد البيعة، قال: حضور الأمير مقرن البيعة يثبت أن هناك انسجاماً وقبولاً وأيضاً، يعزز ما جاء في الأمر الملكي أنه كان بناءً على طلبه، وربما رأى الأمير مقرن أن المرحلة الحالية مرحلة حكم الجيل الثالث. غير أنه استدرك بالقول: لكن أفضل من يجيب عن ذلك هو الأمير مقرن.
وتابع: إن قرار عاصفة الحزم غير مسبوق في تاريخ السعودية وفي العصر الحديث بالعالم العربي. وعن التوقعات التي تشير إلى إلغاء وزارة الحرس الوطني ودمجها بوزارة الدفاع قال: مسار القرارات ينسجم مع هذه التوقعات. مشيراً إلى أنه توقُّع وارد جداً، مؤكداً أنها من القرارات والمواضيع الحساسة التي لم تنتهِ، لكن ستتضح الأمور بعد شهر إلى شهرين من الآن.
وعن رأيه في دور سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع قال: الأمير محمد بن سلمان في وسط ومركز العملية السياسية، وهو يسابق الزمن، وواضح أن لديه طموحاً، ويلقى دعماً من الملك. مؤكداً في معرض تعليقه على استقالة سعود الفيصل، وقال: وزارة الخارجية في يد آل فيصل منذ 58 سنة، ثم انتقلت الأربعاء إلى السفير عادل الجبير.
وأوضح أن تعيين عادل الجبير وزيراً للخارجية استثمار إيجابي لنجاحه سياسياً وإعلامياً سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية. مشيراً إلى أنه يتوقع أن الشخص الذي سيحل في منصب السفير السعودي لدى واشنطن خلفاً للسفير عادل الجبير ربما يكون الأمير تركي الفيصل أو الأمير سلطان بن سلمان.
ولفت إلى أن السعودية بقرار "عاصفة الحزم" وضعت نفسها في قلب معادلة توازنات القوى في المنطقة، فيما كانت قبلها خارج تلك التوازنات الإقليمية، التي كان من آثارها اضطراب منطقة الخليج العربي منذ عام ١٩٧٩، وتخرج من حرب لتدخل في أخرى! بسبب اختلال معادلة التوازنات. ومعنى ذلك أن تتحمل الدولة بذاتها حماية مصالحها ومجالها وحدودها؛ ما يتطلب قدرات عسكرية.
ورفض الدكتور الدخيل في ختام تصريحاته الدعوات لحجب وسائل التواصل الاجتماعي وإيجاد بديل محلي يسهل مراقبته والتحكم فيه، مثل الصين، مبرراً ذلك بأنها تعكس ضعف ثقة بنفسك وسياساتك!