تحت شعار "انسجام عالمي"، جمعت فعالية "أيام السودان" في حديقة السويدي بالرياض، الزوار حول تجربة استثنائية لاكتشاف التنوع الثقافي والمذاقي الفريد الذي تتميز به السودان، ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، إذ ألقت الضوء على تراث ثقافي وغذائي يعكس غنى السودان كـ "قارة داخل بلد"، حيث تمتزج الثقافات وتتنوع العادات والتقاليد.
وضمن "أيام السودان"، كان للمأكولات نصيب وافر من الاحتفاء، حيث استمتع الزوار بتجربة الأطباق السودانية التي نقلت لهم أصالة هذا التراث، إذ جذبت محطات الطعام السودانية الجميع، وقدمت مزيجاً فريداً من الأطباق التقليدية مثل "الكبيدة"، "المديدة"، و"الملاح" بأشكاله المختلفة، فالأطعمة الشعبية السودانية ليست مجرد وجبات بل هي انعكاس لتراث غني، يحمل بين طياته تفاصيل الحياة اليومية وطبيعة المجتمعات، فالسودان، البلد الشاسع الذي يتسم بتنوع بيئاته وثقافاته، يقدم مأكولات تقليدية تتفاوت بين المناطق النيلية، والصحراوية، والسافانا الجنوبية، ومرتفعات جبال النوبة، فعلى سبيل المثال، تشتهر المناطق الشمالية بـ"العصيدة" كطبق أساسي، بينما تبرز "القراصة" مع الملاح في مناطق أخرى كرمز للضيافة، وفي شرق السودان، يُعد "الكسرة" و"الدكوة" جزءاً لا يتجزأ من المائدة، أما في غربه فتتنوع الأطباق بين "أم روب" و"المفروكة" التي تعبر عن الأصالة المحلية.
ولم تكن فعالية "أيام السودان" مجرد فرصة لتذوق أطعمة جديدة، بل جسدت فكرة أن الطعام يمكن أن يكون جسراً للتواصل بين الثقافات، ومن خلال تنوع المذاقات وأصالة الأطباق، أُتيح للزوار السعوديين والمقيمين من جنسيات مختلفة فرصة التعرف على السودان بعمق أكبر، ليس فقط عبر نكهاته بل أيضاً من خلال قصص أطباقه وأصولها، وكان المطبخ السوداني شاهداً على قدرة الثقافات على التفاعل والتكامل، مؤكدًا أن التنوع ليس فقط على المائدة، بل في القيم التي تعزز الانسجام والعيش المشترك.