** "جاهزون".. شعار عملي، رفعته وزارة التعليم تأكيدًا لجهوزية خططها التنفيذية وبرامجها التعليمية وتطبيقاتها التقنية لاستمرار التعليم في ظل جائحة كورونا. فمع مطلع الأسبوع المنصرم استقبلت منصة مدرستي وبرامج وتطبيقات التقنية في الجامعات أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية، وما يقارب (500) ألف معلم ومعلمة وعضو هيئة تدريس.
** هذه الجهوزية التي اشتغلت عليها مؤسسات التعليم العالي خلال السنوات الماضية رغم قلة توظيفها قبل جائحة كورونا، وتفعيل قنوات (عين)، أنقذت الموقف عندما اضطرت الوزارة لتعليق الدراسة حضوريًّا في منتصف الفصل الثاني من العام الماضي، ونجحت الوزارة في إطلاق منصة مدرستي مع بداية الفصل الأول من العام الحالي في وقت قياسي مقارنة بالأعداد المليونية التي تستفيد منها.
** الوزارة عملت على توظيف وسائط التقنية الحديثة ضمن خططها العملية، وهي تقود تعليم أبناء وبنات الوطن في زمن السباق العلمي والتقني واقتصاديات المعرفة، وفي مرحلة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا الوقوف أمام التحديات؛ فالاستثمار في الإنسان، والحرص على سلامته، خيار استراتيجي، وضعته حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- مرتكز الخطط التنموية، وبرامج رؤية التحول الوطني ورؤية السعودية 2030.
** تؤكد ذلك بشائر الإنجاز العلمي الذي زفه معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بإحراز السعودية المركز الأول عربيًّا، والمركز الـ(12) على مستوى دول مجموعة العشرين، وتقدُّمها إلى المرتبة الـ(14) عالميًّا في جهود الجامعات لنشر أبحاث كورونا.
** هذا الإنجاز العالمي جاء نتيجة الدعم الكبير وغير المحدود من قِبل القيادة الرشيدة -أيدها الله-، واستشراف المستقبل، ومبادرات الوزارة الطموحة في رؤية الوطن.
** "جاهزون".. لم يكن شعارًا إعلاميًّا ترفعه الوزارة دون فعل مواكب في الميدان، والمجتمع كله بل العالم يتابع بإعجاب النجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية؛ فقد أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بالتعاون مع جامعة هارفارد الأمريكية عن التعليم عن بُعد في السعودية، ومدى استجابتها للتعليم خلال جائحة كورونا مقارنة مع 36 دولة، تقدُّم السعودية في 13 مؤشرًا من أصل 16 مؤشرًا على متوسط هذه الدول في مستوى الجاهزية. وكشفت عن حصول المعلمين على دعم كبير للتغلب على عقبات تفعيل التعليم الإلكتروني، إضافة إلى وجود استراتيجية واضحة لدى وزارة التعليم لإعادة فتح المدارس، وقياس أي فاقد تعليمي ومعالجته.
** بقي القول: إن المؤسسات التعليمية يجب أن تواكب جهود الوزارة لتعمل على معالجة الفاقد التعليمي، وتسير بالأداء نفسه (جاهزون)، والاستمرار في توظيف مخرجات التقنية؛ فالتعليم عن بُعد بات واقعًا، يجب تطوير آلياته، والاستفادة من معطيات العصر، حتى مع زوال الجائحة، وعودة التعليم في مؤسساته المختلفة.