من جديد عاد الفرنسي هيرفي رينارد إلى المملكة؛ لتولي قيادة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، خلفًا للإيطالي روبرتو مانشيني الذي تمت إقالته بسبب سوء النتائج مع "الأخضر" الفترة الأخيرة.
وتأتي عودة "رينارد" لتُحيي آمال الجماهير التي باتت متعطشة للفوز، بعد فترة من التعثر مع "مانشيني" انتهت باتفاق لإنهاء العلاقة التعاقدية بين المدرب والمنتخب السعودي، إذ حقق الفريق الفوز في 7 مباريات، وتعادل في 5 مواجهات، وتلقى 6 هزائم.
كما جاءت نتائج الأخضر السعودي في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 مخيبة للآمال، بعدما تعادل مع إندونيسيا، وفاز بصعوبة على الصين، وخسر أمام اليابان وتعادل مع البحرين، وهو ما يهدد طموحات المنتخب السعودي بالوصول للمرة السابعة في تاريخه للمونديال، حيث يستعد للقاء أستراليا في 14 نوفمبر المقبل بالجولة الخامسة للتصفيات.
وسبق لهيرفي رينارد أن تولى مسؤولية منتخب السعودية قبل الرحيل إلى فرنسا لقيادة منتخب الكرة النسائية في أولمبياد باريس 2024 الماضية.
ووُلد "رينارد" في 30 سبتمبر 1968 في إيكس ليبان، أوفيرني رون ألب في مدينة لي بان الفرنسية، وبدأ مسيرته في عالم كرة القدم كمدافع في صفوف نادي كان، قبل أن ينتقل للعب في نادي استاد دي فالاوريس، ومن ثم إس سي دراغينيان في مسيرة لعب استمرت من 1983 إلى 1998، وانتهت بسبب إصابة في الركبة.
وفي مقابلة مع برنامج على قناة "تي إف 1" الفرنسية في عام 2017، قال "رينارد" إن "النادي الذي هز طفولته هو سانت إتيان"، وأضاف: "كنت في العاشرة من عمري عندما ذهبت إلى ملعب جوفروي جيشار.. كنت طفلًا أحلم بكرة القدم، وأعيش كرة القدم. لا يزال بإمكاني أن أذكر جميع لاعبي سانت إتيان في تلك السنوات".
وبعد تقاعده كلاعب محترف، عمل رينارد كعامل نظافة، قبل أن يبدأ شركته الخاصة للتنظيف، وحينها عاش وقتًا صعبًا، إذ كان عليه أن يستيقظ في الثانية صباحًا كل يوم، وكان يقوم في الأساس بإخراج القمامة وتنظيم مبنى سكني، لينتهي من عمله في منتصف النهار، ويتوجه بعدها لتدريب نادي إس سي دراجينيان، الذي يقع مقره في كوت دازور، في وقت مبكر من المساء.
وعن تلك الفترة قال "رينارد": "كانت الحياة أصعب من أن تكون متدربًا أو لاعب كرة قدم محترفًا".
وبعد فترة من العمل كعامل نظافة أسس الفرنسي شركته الخاصة للتنظيف الصناعي، وأخذ معه شارات التدريب، ولكن كل شيء تغيّر عندما التقى صديقه بيير روميرو، المدير السابق لنادي روان، إذ عمل الثنائي معًا في كامبريدج يونايتد لفترة قصيرة في عام 2004، حيث تولى "رينارد" لفترة وجيزة الدور الرئيسي في ملعب آبي، ثم عمل بعد ذلك كمدرب بدني.
في مايو 2008 تم تعيين "رينارد" مدربًا لمنتخب زامبيا، وفي كأس إفريقيا للأمم 2010 قاد المنتخب إلى مرحلة الربع النهائي من البطولة للمرة الأولى بعد مضي 14 عامًا، ثم تولى مهمة الإشراف على منتخب أنغولا قبل أن يستقيل من منصبه في أكتوبر 2010.
أما في أكتوبر 2011، فقد أعلن منتخب زامبيا عن توقيعه لعقد جديد مع هيرفي رينارد، وذلك لمدة سنة واحدة فقط، حينها قاد المنتخب إلى أول تتويج له بكأس الأمم الإفريقية 2012، لينتقل في أكتوبر 2013 لتدريب النادي الفرنسي سوشو، ثم إلى ساحل العاج ليحصد لقب كأس الأمم الإفريقية 2015 ويصبح أول مدرب يفوز بلقبين في منافسة كأس الأمم الإفريقية مع منتخبين مختلفين.
وانتقل "رينارد" لتدريب المنتخب المغربي في 10 فبراير 2016، وحقق إنجازًا تاريخيًا مع أسود الأطلس بالتأهل رسميًا لكأس العالم 2018 بعد أكثر من 20 سنة من الغياب، إذ تميّز أسلوب المدرب مع الفريق بالبصمة الفنية والتكتيكية.
وبعد الرحيل عن منتخب المغرب، وقّع "رينارد" في 28 يوليو 2019 مع الاتحاد السعودي لكرة القدم عقدًا لمدة سنتين لتدريب المنتخب السعودي، ليكون بذلك أول مدربٍ فرنسي يُشرف على قيادة الأخضر، إذ قاد الفريق للتأهل لكأس العالم 2022 بقطر، ليتصدر بذلك لائحة المدربين الأجانب الأكثر تحقيقًا للانتصارات مع الأخضر بما مجموعه 18 انتصارًا، متخطيًا المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم بفارق انتصار واحد.
في 28 مارس 2023، قدم "رينارد" استقالته كمدرب لمنتخب السعودية من أجل تدريب منتخب فرنسا لكرة القدم للسيدات بعد إقالة المدربة كورين دياسر، ووافق الاتحاد السعودي لكرة القدم على استقالته بناءً على طلبه.