بدأ العد التنازلي لكشف مسرحية كأس العالم 2022م، وما فيها من ملفات فساد ورشاوى، التي ستكون حديث العالم، وبداية لبحث الملفات كافة، ونفض غبار السنوات الماضية.. فلا تصدقوا أن كل دوريات العالم وكل المناسبات الرياضية في كل دول العالم سيتم تغييرها لكي تقام 2022م في فصل الشتاء، ولكنإعلانها في فصل الشتاء سيكون من ضمن الأسبابالتي ستجعل الكثير من الاتحادات الرياضية تعترض؛ وتطالب بنقل البطولة، خاصة أن إقامتها في فصل الصيف أصبحت من سابع المستحيلات.
الهدوء الذي كان عليه العالم خلال الفترة الماضية لا شك أنه كان بسبب كأس العالم في روسيا، خاصة أن التصويت على ملفَّي 2018م و2022م كان في وقت واحد؛ لذا رغبة الكثير من الاتحادات بعدم الإضراربتنظيم روسيا لكأس العالم جعلت الجميع ينتظر حتى نهايتها؛ لذلك سنعرف خلال الأشهر المقبلة الكثير والكثير من رؤوس الفساد، وستخرج بعض الشخصيات من جحورها؛ فالمتتبع للأحداث الرياضية السابقة وما كشفته بعض التحقيقات، وتحقيقات أخرى ما زالت جارية، واستقالات البعض من الفيفا ومن الاتحاد الآسيوي ومن اتحادات أخرى، وغياب أخرى عن المشهد الرياضي بعد التصويت، ما هو إلا مؤشرات لما هو مقبل.
حكومة "شرق جزيرة سلوى" تلعب على وتر العرب والعروبة في تصريحاتها، وتريد أن تُشعر العالم العربي وكأن هذا التنظيم وهذا الأمر يخصه ولا يخص تلك الجزيرة، ونسيت أنها كانت خلف الإرهاب العربي وثوراته وويلاته وجماعاته الإرهابية، ولكنها في الرياضة تأتي لتقول هذا لكم ومن أجلكم. فهي تسفك الدماء في السياسة باسم الجماعة والثورة، وتلعب بعاطفة العروبة في الرياضة. وكيف لأمير "جزيرة شرق سلوى" أن يقول على مسمع العالم إنه يثق بالشباب العربي، ويثق بالأصدقاء الذين سيتعاونون معهم للتنظيم؟ ونسي أن يقول الشباب القطري.
فهل إخواننا شباب قطر خارج حساباته؟ وهل يفتقر للإمكانيات البشرية القطرية ليبدأ من اليوم ويقول الشباب العربي والأصدقاء الذين سفك دمهم في مصر وليبيا واليمن والبحرين وتونس، وخطط وعمل على هدم أوطانهم ومجتمعاتهم وغيرها من البلاد العربية تحت شعار الثورات والربيع العربي وثورات الشباب والتغيير، فهل يعتقد أن مصطلح الشباب العربي كلمات يلعب بها في السياسة والرياضة؟ واليوم بدأ يفكر بشباب العرب لمساعدته في تنظيم كأس العالم، ثم يقول بكل بجاحة وبابتسامة عريضة إنه لا يعد بأن يقدم المنتخب القطري أي نتائج إيجابية كما فعل المنتخب الروسي. وهذا تشكيك آخر بقدرات كرة القدم لديه.
وعلى الجانب الأمني كيف لجزيرة تستعين بقوىأجنبية لحفظ الأمن فيها أن تنظم حدثًا عالميًّا بهذا الشكل؟ فهل سيسمح الفيفا للحرس الثوري الإيراني الطائفي الإرهابي بأن يكون جزءًا من حفظ الأمنلكأس العالم، وهو الذي يقتل الشباب العربي في كل أرض؟ فلا شك أن كل المؤشرات اليوم تقول إن الأشهر المقبلة حتى نهاية 2019م ستكون صادمة وقوية وكاشفة للكثير من الحقائق، وستشهد قرارًا سيغير اتجاه كأس العالم، خاصة أن الفيفا لا يزال متمسكًا بزيادة أعداد المنتخبات.