مأساة طلاب المنح..إحداهن تبيع ذهبها وجامعة تطالب"التعليم"بـ 100 مليون

اضطروا لتوقيع تعهدات والوزارة اكتفت ببيان.. ومناشدات: أنقذونا من الابتزاز
مأساة طلاب المنح..إحداهن تبيع ذهبها وجامعة تطالب"التعليم"بـ 100 مليون
تم النشر في
سلطان السلمي- سبق- جدة: ما بين من باعت ذهب زفافها ومن وقعوا على تعهدات مالية ليكملوا تعليمهم يعيش الآلاف من طلاب المنح بالمملكة مأساة متجددة مع بداية كل فصل دراسي على وقع بيانات لوزارة التعليم لم تنفذ، ومطالبات مالية من أصحاب الجامعات والمعاهد تدعوهم للدفع أو توقيع التعهدات اللازمة، فيما حمل مالك إحدى الجامعات الأهلية بجدة وزارتي التعليم والمالية المسؤولية، مطالباً "التعليم" بأن تدفع لجامعته فقط 100 مليون ريال.
 
ووسط كل هذا يعيش الآلاف من طلاب وطالبات المنح الداخلية بالمملكة أوضاعاً عصيبة، ولسان حالهم يقول: "أنقذونا من الابتزاز المالي المستمر الذي نعيشه كل بداية فصل دراسي".
"سبق" تفتح الملف وتنقل معاناة طلاب وطالبات المنح الداخلية...
 
توقيع تعهدات
قال الطالب عبدالمجيد الزهراني، بأنه في كل بداية تيرم دراسي منذ العام الماضي ونحن نعيش معاناة كبيرة مع عمادة القبول والتسجيل، وذلك من خلال طلبهم قيمة المواد الدراسية في كل تيرم، أو التوقيع على تعهدات تلزمنا قانونياً بدفع المبالغ في حال عدم تسليم وزارة التعليم الرسوم للجامعة، وذلك يخالف انظمة الوزارة، التي تشدد بعدم الدفع كلياً إلى الجامعة.
 
تكاليف باهظة
وذكر الطالب سالم الشمراني أن رسوم قيمة المواد الدراسية باهظة جداً، حيث تصل إلى 14 ألف ريال قيمة 5 مواد بالتيرم الواحد، لا سيما أن جميع المقبولين بالمنح الداخلية هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يملكون تلك المبالغ لدفعها، مشيراً إلى أنه في حال عدم الدفع في الوقت المخصص لن تسجل المواد على الرغم من أننا طلاب منح داخلية، نضطر حينها إلى الاقتراض من الأقارب والأصدقاء.
 
توقيع تعهدات
وأشار الطالب قاسم السالمي إلى أنه منذ عامين لم يدفع أي رسوم مالية قيمة تسجيل مواده الدراسية، وكان الأمر يسير بشكل طبيعي، ولكن في السنة الأخيرة، وبالأخص في التيرم الصيفي الماضي، فوجئنا بإدارة الكلية تطلب منا رسوم المواد للتيرم الأول من هذا العام؛ وذلك بسبب عدم دفع وزارة التعليم قيمة الرسوم المالية منذ عام، وذلك مما دفع الجامعة لجعلنا نوقع على تعهدات قانونية لحفظ حقوقها المالية.
 
باعت ذهبها
وقالت الطالبة سامية سعيد، طالبة بقسم إدارة الأعمال في آخر عام دراسي لها، إنها اضطرت في التيرم الأول من العام الدراسي لبيع ذهب زفافها؛ من أجل تسجيل أربع مواد من أصل خمسة على خطة القسم والتخرج بعدها، قائلة: حينها لم يكن لديّ أي خيار إلا بيع كل ما أملك وهو الذهب، شعرت بأنني ندمت ولكن مستقبلي وتعليمي أهم، ما أريد طرحه على وزارة التعليم هو: لماذا يتم قبولنا بالمنح الداخلية، ولا يقومون بدفع الرسوم إلى الجامعات والكليات الأهلية.
أين المساواة
وذكرت الطالبة هدى الشيخ قائلة: ما الفرق بين المنح الداخلية والخارجية؟ جميعها الدولة تتكفل بدفع رسوم دراستها، في الخارج الوزارة تقوم بدفع المبالغ مقدماً للجامعات والكليات، وفي المملكة والتي هي أقل تكلفة من الخارج، يصعب الأمر، والوزارة منذ العام الماضي صامتة، وأصبحنا معلقين بين المستقبل والضياع.
 
يحفظون حقوقهم
ومن جانبه قال مالك جامعة الأعمال والتكنولوجيا الأهلية بجدة، الدكتور عبدالله دحلان لـ"سبق" بأن ما يعيشه طلاب وطالبات المنح من مطالبات مالية وتوقيع على تعهدات مالية، هي مسؤولية وزارتي التعليم والمالية، بسبب عدم دفع قيمة الرسوم التي بلغت ملايين الريالات، مقابل مستحقات الطلاب والطالبات المشمولين بالمنح الداخلية، وذلك ما جعل الجامعات والكليات الأهلية تلزم الطلاب بتوقيع تعهدات لحفظ حقوقها في حال عدم دفع الوزارة، لا سيما أن الجامعات الأهلية هي من تتحمل تكلفة البناء والتجهيز من معدات وكوادر تعليمية.
 
بيان لم ينفذ
وبيّن "دحلان" أن جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة مثلاً تطالب وزارة التعليم بمائة مليون ريال، مبيناً أن عدد طلاب وطالبات المنح الداخلية بالجامعة بلغ 2400 مشيراً إلى أن هذا هو حال الجامعات والكليات الأهلية بكل مناطق المملكة.
 
وذكر أن وزارة التعليم أصدرت موخراً بياناً رسمياً تشدد من خلاله على عدم مطالبة طلاب وطالبات المنح الداخلية بأي مبالغ مالية مقابل رسوم تسجيل موادهم الدراسية للفصل، موكدة فيه أن الوزارة سوف تقوم بالتنسيق مع الجامعات والكليات الأهلية على المبالغ المالية الخاصة بهم، وهذا ما لم يحدث على حد قوله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org