أثنى ناجون من حادث باص "عقبة شعار" المنكوب، يرقدون على السرير الأبيض بمستشفى محايل، على الخدمات الصحية المقدمة لهم.
وتفصيلاً، قال كل من أيار حسين وشهاب الدين عبداللطيف من الجنسية البنجلاديشية لـ"سبق": "منذ أن وصلنا إلى مستشفى محايل العام ونحن نحظى بالرعاية الطبية والإنسانية من قِبل الكادر الطبي والإداري".. مؤكدَين تحسن حالتَيهما الصحيتَين -ولله الحمد-.
وأضاف "أيار": "كنت أجلس وأخي في مقعدَين متجاورَين في الباص، ويجلس ابن أخي وزميل آخر يمني في المقعدَين اللذين أمامي، وأثناء نزول الباص أخذ يتأرجح ويميل يمنة ويسرة قبل أن يرتطم بالجسر، وتشتعل النيران فيه من كل جانب، فخرج أخي واتبعته. كيف خرجنا؟ ومن أين؟.. لا نعلم سوى أننا خرجنا، وكُتب لنا عمر جديد!!".
وعن ابن أخيه وزميلهم اليمني قال: "لا نعلم عنهما شيئًا، ولا نعرف شيئًا عن مصيرهما إلى هذه اللحظة".
أما "شهاب الدين" فذكر أنه طار من "قزاز الباص" من شدة الارتطام بالجسر، ووجد نفسه ملقى على الأسفلت. وهذا آخر ما يتذكره، ولم يفق إلا وهو على السرير الأبيض.
ورصدت "سبق" موقفًا يجسد حُسن التعامل، وإنسانية كفيل لأربعة من العاملين لديه، كانوا ضمن ركاب الباص. وبدا رجل الأعمال إبراهم الألمعي وهو في أشد حالات الحزن على اثنين من عماله، يمني وبنجالي، لا يعرف عنهما شيئًا، مؤكدًا أنه بحث عنهما في المستشفيات التي نُقلت لها الحالات بالمنطقة، ولكنه لم يجدهما. مشيرًا إلى أن الزمن لن يجود بمثلَيهما، فيما أخذ يُقبّل خد أحد عماله الناجين من الموت والدمع يترقرق في عينيه.
وذكر لـ"سبق" أنه أغلق مطعمه بداية رمضان، ومنح عماله إجازة ثمانية أيام، ومنهم من قرر الذهاب للعمرة عبر الباص المنكوب؛ ليلقوا مصيرهم المكتوب لهم.. حامدًا الله على قضائه وقدره.
وكان محافظ محايل محمد بن فلاح القرقاح قد زار مساء أمس، بتوجيه من الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير، المصابين للاطمئنان على حالاتهم الصحية، واحتياجاتهم، واطلع على الخدمات المقدَّمة لهم، والتقى في ثلاجة الموتى بمستشفى محايل رجال الطب الشرعي، وثمَّن لهم جهودهم للتعرف على الجثث من خلال الحمض النووي DNA، بمشاركة الأدلة الجنائية.