أكّد أكاديميٌّ ومستشارٌ إعلامي أن المجتمع السعودي يمتلك حالةَ وعي غير مسبوقة، وأنه أصبح شريكًا فاعلًا قد يسبق المنظومة الإعلامية والاتصالية في الجهاز الحكومي، ويمتلك رسالةً وطنية عالية جدًّا، داعيًا في هذا الإطار إلى فهم هذا الجمهور وسماته.
وقال الدكتور أحمد بن محمد الجميعة، خلال مشاركته اليوم في جلسة بعنوان "إعلام الأجهزة الحكومية وتشكّل الرأي العام الوطني.. من يقود الآخر؟"، ضمن فعاليات "مؤتمر الإعلام الوطني.. مراجعة المفهوم، والمسؤوليات وتمكين الشباب"، الذي تنظّمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن النقد الموضوعي الذي يمارسه الكثير من هذا الجمهور يُعزّز من حالة التطوير والتحسين؛ حيث يدافع عن وطنه ومقدراته ويساهم في تنميتها ويشارك فيها.
وأضاف: "أثبت السعوديون أنهم في سبيل مصالحهم الوطنية العليا يقفون حائطَ صدّ أمام أي أطر عابرة أو توجُّهات، واليوم لا أحدَ ينوب عن وعي السعوديين في التبرير أو التعبير عن آرائهم تجاه وطنهم، والتأكيد على قيمهم ومبادئهم وولائهم وانتمائهم"، مشدّدًا على أن مصالحنا الوطنية العليا هي الأساس الذي نحتكم إليه.
بدورها أشارت البروفيسورة أمل بنت عبدالعزيز الهزاني، الأكاديمية والكاتبة الصحفية؛ إلى أن إعلام الأجهزة الحكومية والرأي العام الوطني يجمعهما قاسم مشترك وهدف واحد، لكن لكل واحد منهما وسيلته ورسالته وطريقته الخاصة به.
وأوضحت أن "إعلام الأجهزة الحكومية لديه أنظمة ولوائح يلتزم بها، عكس المواطن أو الناشط الإعلامي؛ ما يمكّنه من تقديم رسالته إعلامية جيدة".
لكنها أكّدت على أن المعيار الأساسي هو الجودة في المحتوى والطرح والإعلامي ومصداقيته ومواكبته للأحداث.
من جانبه بيّن الدكتور خالد بن فيصل الفرم، الأكاديمي والمستشار الإعلامي؛ أن هناك ملفات تقود فيها الأجهزة الحكومية وسائل الإعلام إذا أعدّتها وخطّطت لها بشكل جيد، وكان لديها مخزون معلوماتي وخطّة متكاملة ومتماسكة، لافتًا إلى أن هناك أزمات خدمية تتفاجأ بها الأجهزة الحكومية، وبالتالي تقودها وسائل الإعلام لمعالجة تلك الملفات والقضايا.
وتابع: "أحيانًا يبرز الرأي العام لقيادة كل من الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام وتشكيل أولوياتهما".
وانطلقت، اليوم الأحد، فعاليات "مؤتمر الإعلام الوطني.. مراجعة المفهوم، والمسؤوليات وتمكين الشباب"، الذي تنظّمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثّلةً في كلية الإعلام والاتصال، ويستمرّ يومين بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة متحدّثين من داخل المملكة وخارجها في العديد من المجالات والجهات، والمعنيين بقطاع الإعلام، بالإضافة إلى نخبة من المؤثّرين في صناعة الأفلام والسينما والتواصل الاجتماعي.
ويعدّ هذا المؤتمر أكبر حدث إعلامي علمي بارز يستهدف تحقيق التأصيل العلمي والمنهجي لمفهوم الإعلام الوطني، وبلورة الأدوار الوطنية لوسائل الإعلام التقليدية والحديثة، ومناقشة سبل تعزيز دور الإعلاميين الشباب في منظومة الإعلام الوطني في المملكة، والأدوار المنتظرة من القطاعات المختلفة في المجتمع السعودي؛ لتعزيز حضورها في خارطة الإعلام الوطني المؤثر والفعال.