# ونعم وأكرم بأمير عسير.. ونعم وأكرم بـ"نشامى عسير". وللأمانة، لم تكن غريبة عليهم تلك المبادرة التطوعية الجديدة التي أطلقوها باسم "نشامى عسير"، وتحت شعار "مبادرون من أجل الوطن"، التي تهدف للمساهمة المجتمعية مع الجهود الحكومية للحد من انتشار جائحة كورونا، وانبثقت منها مشاريع تطوعية ومبادرات مجتمعية رائدة عدة، وصلت حتى الآن لسبع، أجدني مضطرًّا هنا لأكتب عن إحداها، وهي السادسة التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير، مؤخرًا تحت عنوان (مشروع حياة للغسل الكلوي)، وانعقدت بالشراكة مع مستشفى الحياة الوطني بخميس مشيط، والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة عسير، وشركة حافل للنقل المدرسي، واستهدفت 40 مقيمًا من جاليات 11 دولة مقيمة بالمنطقة، وتكفلت بتكاليف جلسات الغسل الكلوي مع العلاجات اللازمة وأي طوارئ علاجية إضافية، مع التكفل بإيصال المرضى ممن ليس لديهم وسيلة نقل. وبلغت تكلفتها نحو 800 ألف ريال لمدة 3 أشهر، وتكفل بها عدد من رجال الأعمال بالمنطقة.
# الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. مبادرة وتصوير وخبر موزع، وانتهى الموضوع دون التوقف على التطبيق وخدمات فترة التنفيذ والاستدامة والجودة بالوتيرة نفسها طيلة الأشهر الثلاثة مدة العقد، بل نص أحد بنود العقد، وبحسب صحيفة "الوطن"، على اتفاقية تلزم الطرف الأول (المستشفى) بتكوين لجنة إشرافية، وظيفتها التأكد من سلامة حسن استقبال المرضى، وسير عمليات الغسل الكلوي، ومراقبة الالتزام بجودة الخدمات. ويقوم الطرف الثاني "نشامى عسير" بجولات رقابية مفاجئة على المستشفى دون إشعار أو تنسيق للتأكد من تقديم الخدمة في أي وقت. وفي حال وجود أية ملاحظات يتم إرسال إشعار، يُحاط فيه الطرف الأول لتعديل الملاحظة خلال 24 ساعة، وإذا لم يتم الالتزام يحق للطرف الثاني تعليق أو إلغاء بنود العقد، أو الحسم من المستحقات المالية.
# حقيقة، نحن أمام مبادرة إنسانية جبارة، جاءت في ظرف حساس؛ لتسهم في تخفيف التكاليف المالية على بعض إخواننا المقيمين ممن تضرروا من تبعات جائحة كورونا، ولترسم في الوقت نفسه أسمى معاني التكافل والتلاحم الاجتماعي بين المواطن والمقيم، ولتؤكد يومًا بعد آخر أن مثل هذه المبادرات والوقفات لا يمكن أن تحدث إلا في "مملكة الإنسانية". وهي هنا فرصة لنجزل الدعاء والثناء لأمير المنطقة، ولنشامى عسير من رجال الأعمال الذين تكفلوا بها، ولكل من أسهم وفكّر فيها. فجزاهم الله خير الجزاء.
# مبادرات "نشامى عسير" شملت الكثيرين، وفي فترة وجيزة، حتى وصلت لعمال النظافة. وليتنا نرى مثلها في جميع المناطق؛ فنشامى الوطن في كل مدينة وقرية.
وفي النهاية بقي أن أهمس باقتراح للقائمين على المبادرة بأهمية تبني مشروع جديد، يهدف لترسيخ ثقافة المحافظة على سلامة ونظافة الممتلكات والمتنزهات والمرافق العامة، وحمايتها من التعدي والعبث، خاصة السياحية منها، وبالطريقة التي يرونها مناسبة.