تساءل الباحث والمؤرخ خالد الحميدي عن الآلية التي تعتمدها هيئة التراث لتصنيف المواقع التراثية والتاريخية، وهل هناك مصادر تاريخية موثوقة تُستقى منها المعلومات الخاصة بهذه المواقع، لأننا لاحظنا أن كثيرًا من المواقع المشهورة تاريخيًا لدى العامة والخاصة في الطائف لم تُدرج ضمن تلك المواقع، على الرغم من شهرتها وأولويتها في نظر الزائرين وأهالي الطائف والباحثين في التاريخ.
قال الحميدي: يقوم فرع هيئة التراث بالطائف مشكورًا بجهود حثيثة لاكتشاف المواقع التراثية والتاريخية بالمملكة وتوثيقها وتسجيلها وحفظها وصونها، حيث أعلنت أخيرًا، عن تسجيل 41 موقعًا تراثًا عمرانيًا جديدًا بمحافظة الطائف في السجل الوطني للتراث العمراني، لتضاف إلى المواقع التراثية والتاريخية التي سجلتها الهيئة منذ تأسيسها لكن ألا يحق لنا كمهتمين بالتراث والتاريخ في الطائف أن نتساءل عن الآلية التي تعتمدها هيئة التراث لتصنيف المواقع التراثية والتاريخية.
وأضاف: لاحظنا أن كثيرًا من المواقع المشهورة تاريخيًا لدى العامة والخاصة في الطائف لم تُدرج ضمن تلك المواقع على الرغم من شهرتها مثل المسجد العباسي في المنطقة المركزية (البلد)، والذي اشتهر على مستوى العالم الإسلامي، وهو ما نلاحظه من تقاطر الزائرين له من الجنسيات المختلفة في الفترة الأخيرة، حيث إنه لم توضع بجانبه لوحة تعريفية أو باركود إلكتروني يمكن مسحه ومعرفة معلومات عنه أسوةً بمسجد عبدالله بن العباس رضي الله عنه في المثناة، مع أن التاريخ المدوّن على لوحة مسجد المثناة لتوضيح وقت بنائه هو في الحقيقة تاريخ يخص المسجد العباسي في (وسط البلد) بمعنى أنه حصل هناك لبس في نِسبة المعلومات التاريخية التي تخص المسجد العباسي في وسط البلد إلى مسجد عبدالله بن العباس في المثناة، وهو ما دعانا لطرح السؤال السابق حول الآلية المعتمدة وموثوقية المصادر.. بالإضافة إلى كثير من المواقع التي تكتسب أهمية تاريخية وتراثية قد تضاهي بل تفوق المواقع الإحدى والأربعين التي تم تسجيلها ولم تعامل بالمثل.