كيف أنقذت البحار البشرية من التجمّد؟.. "المسند" يشرح سر دفء الشتاء الساحلي

طاقة حرارية مخزنة في الماء تكشف سر تفاوت الأجواء بين البحر واليابسة
جازان
جازان
تم النشر في

في طرح علمي لافت، كشف أستاذ المناخ الدكتور عبدالله المسند عن الدور المحوري الذي تلعبه البحار والمحيطات في حماية مناطق واسعة من الكرة الأرضية من التجمّد خلال فصل الشتاء، بفضل خاصيتها الديناميكية في تخزين الطاقة الحرارية.

وأوضح المسند أن المسطحات المائية تعمل كخزانات حرارية ضخمة تمتص الحرارة من الشمس صيفًا، وتعيد إشعاعها ببطء في الغلاف الجوي خلال الشتاء، مما يجعل الأجواء الساحلية أدفأ نسبيًا مقارنة بالمناطق الداخلية.

وأضاف أن هذه الخاصية الفريدة تُبقي البحار أدفأ من اليابسة شتاءً، ما يساهم في تلطيف المناخ على سواحل مثل الخليج العربي والبحر الأحمر، مبينًا أن هذا التوازن الحراري يُعد من مظاهر الإتقان الرباني في الخلق، حيث قال تعالى: ﴿صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

وبيّن أن الفرق في درجات الحرارة يعود إلى خصائص فيزيائية محددة؛ فالماء يتميز بسعة حرارية نوعية عالية، ما يعني أنه يحتاج إلى طاقة كبيرة لتسخينه، ويُطلق هذه الطاقة ببطء عند البرودة، مما يمنحه تأثيرًا طويل الأمد على الأجواء.

وأشار إلى أن اليابسة، بعكس الماء، تُعد موصلاً ضعيفًا للحرارة وتفقدها بسرعة، خاصة في الليالي الصافية، بينما يسمح الماء بحدوث تيارات حمل وعمليات خلط بفعل الرياح والأمواج واختلاف الكثافة، مما يوزّع الحرارة على أعماق كبيرة ويزيد من كفاءة التخزين الحراري.

وختم المسند بالإشارة إلى أن هذه المنظومة الدقيقة تسهم في استقرار مناخي نسبي، وتحفظ توازن الحياة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾، مؤكداً أن هذه الحقائق العلمية تعكس عظمة الصنع الرباني في تفاصيل المناخ والحياة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org