لم تقتصر معاناة "جميلة الجابري" على فَقْد زوجها في حادث مروري قبل نحو سنة تقريبًا تاركًا خلفه أسرة تتكون من ثمانية أشخاص؛ فقد بدأت مع ذلك التاريخ معاناة أخرى مع ابنها ذي السنوات العشر متنقلة بين المستشفيات، باحثة عن علاج لفلذة كبدها الذي يعاني فرطًا بالحركة، وتأخرًّا في النمو، إلى جانب الأعراض المبدئية للتوحُّد.
وروت الأم "جميلة الجابري" تفاصيل القصة، والدموع تنهمر من عينيها، وهي لا تدري؛ أتبدأ بقصة الفِراق، أم بمعاناة ما بعد الفِراق.. وقالت: "قدَّر الله على زوجي أن يُتوفَّى بسبب حادث مروري، تعرض له السنة الماضية أثناء تأدية عمله على طريق الساحل الغربي، وترك خلفه أربع بنات وأربعة ذكور، ليس لهم عائل يعيلهم بعد الله سوى المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء الذين لم يألوا جهدًا في تقديم المساعدات للأسرة كافة التي تشتتتْ بعد موت عائلها، راضية بقضاء الله وقدره".
وأضافت: "بدأت معاناتي الأخرى مع ابني الذي يعاني فرطًا بالحركة، وتأخرًا في النمو، وتشخيصه مبدئيًّا أنه يعاني مرض التوحد. ولم أترك مستشفى إلا وطرقت بابه، ولكن دون جدوى". وتحتفظ "سبق" بالتقارير الطبية التي تثبت ذلك.
وتابعت "الجابري" حديثها: "نقطن بقرية الفحو التابعة لمحافظة أضم بمنطقة مكة المكرمة، ونضطر للذهاب إلى مستشفيات جدة بشكل دوري، غير أن العلاج لا يتوافر - كما تزعم تلك المستشفيات - بحجة أن علاجه خارج الوطن".
وأشارت إلى أن العلاج في الخارج مكلف، ولم تستطع أن توفره في ظل ما تعيشه من حياة بسيطة مع أبنائها وبناتها.. لافتة إلى أن قلة حيلتها حالت دون أن تذهب بفلذة كبدها لمراكز متخصصة خارج الوطن.
وطالبت عبر "سبق" المسؤولين في وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بمساعدتها لإيجاد حل للحصول على علاج لابنها؛ كي تعود البسمة له، بعدما فقدها بسبب مرضه لسنوات.