شكّل عام 1945م نقطة تَحَول مهمة في تاريخ العرب؛ حيث شهد هذا التاريخ المميز تأسيس جامعة الدول العربية، ومعه بدأ انعقاد أولى القمم العربية، وكانت أول قمة انعقدت قبل 76 عامًا؛ وذلك في عام 1946م، وعُرفت بقمة "أنشاص"، الطارئة بالإسكندرية، لمناصرة القضية الفلسطينية، مُحذّرة من خطر الصهيونية.
وجاءت القمة التالية في عام 1956م، وهي "قمة بيروت" في لبنان، لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، ثم جاءت قمة القاهرة في 1964م التي شددت في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، كما دعي فيها لإنشاء محكمة العدل العربية.
وفي عام 1965 انعقدت القمة العربية في الدار البيضاء، وتُوجت أعمالها بالموافقة على ميثاق التضامن العربي والالتزام به ودعم قضية فلسطين.. وفي العاصمة السودانية الخرطوم من العام 1967م عقدت القمة العربية، وجددت أهمية وحدة الصف العربي، وأقر المجتمعون بإنشاء صندوق الإنماء الاقتصادي الاجتماعي العربي.. وفي عام 1969م عقد مؤتمر القمة العربية في العاصمة المغربية الرباط.. وفي سبتمبر 1970م كان اجتماع القادة العرب غير العادي الثالث بالقاهرة، وسعى إلى حل الخلاف الأردني الفلسطيني حقنًا للدماء العربية.
وفي 1973م انعقدت القمة العربية العادية السادسة بالجزائر، ودعت إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس، مرحّبة بانضمام الجمهورية الموريتانية إلى جامعة الدول العربية.. وفي 1974م عُقدت القمة العربية في الرباط، وشددت على ضرورة الالتزام باستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 1967.. وفي 1976م عقدت في الرياض قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية؛ بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها واحترام سيادة لبنان ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره.
وفي نوفمبر 1979م انعقدت القمة في تونس؛ حيث جدد القادة العرب إدانتهم لاتفاقية كامب ديفيد.. وفي نوفمبر 1980م عقدت في عمان مؤتمر القمة العربي صادقت على ميثاق العمل الاقتصادي القومي.. وفي نوفمبر 1981م عقدت في المغرب حيث جاء مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط، وأقر كمشروع للسلام العربي.. وفي 1982م عقدت مرحلة ثانية من القمة في المغرب، خرجت بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه، وقرر دعم لبنان بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
وفي 1985م عقدت في المغرب، وأكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.. وفي نوفمبر 1987م عقدت في عمان، وأجمع العرب على إدانتهم لاحتلال إيران لأراضي العراق والتضامن الكامل مع العراق للدفاع عن أرضه وسيادته، كما أدانوا الاعتداءات الإيرانية على دولة الكويت.. وفي عام 2001 عقدت في الأردن عمان، مؤكدة تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، كما أكدت سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث.
وفي 2002م كانت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- للسلام في الشرق الأوسط، محور أعمال القمة العربية في بيروت، ودعت القمة لدعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية.. وفي مارس 2003م عقدت في مصر، وأكد خلالها رفض ضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية.. وفي 2004م انعقدت بتونس، وحمل البيان الصادر إدانة للعدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني وسلطته.. وفي 2005م عقدت في الجزائر، وجدد القادة العرب فيه الالتزام بمبادرة السلام العربية.
وفي 2006م عقدت في الخرطوم، جدد خلالها تأكيد على مركزية قضية فلسطين.. وفي 2007م استضافت الرياض أعمال القمة العربية، وأكد القادة العرب على ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها.. وفي 2008م عُقدت في دمشق؛ حيث أكد القادة العرب في الإعلان الصادر عنها عزمهم على الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي.
وفي 2009م انعقدت في قطر، وشهد التأكيد على الالتزام بالتضامن العربي والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة.. وفي مارس 2010 انعقدت في مدينة سرت الليبية، ونص إعلانها على تمسك الدول العربية بالتضامن العربي ممارسة ونهجًا والسعي لإنهاء أية خلافات عربية.. وفي 2012 عقدت في بغداد، ودعا القادة العرب إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، وفي مارس 2013م انعقدت في قطر؛ حيث أكد خلالها على ما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات المكملة.
وفي مارس 2014 شهدت الكويت أعمال مؤتمر القمة العربية جدد خلالها قادة الدول العربية فيه التعهد بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي.. وفي مارس 2015 انعقدت في شرم الشيخ بمصر، ودعا إعلان القمة إلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة التحديات كافة.. وفي 2016 عقدت القمة في موريتانيا، واختتمت هذه القمة بإصدار إعلان نواكشوط، الذي أكد مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك.. وفي 2017 أكدت أعمال القمة العربية التي عقدت في منطقة البحر الميت بالأردن، على أن حماية العالم العربي من الأخطار التي تحدق به وبناء المستقبل الأفضل للشعوب.