رصد الناشط البيئي بجمعية "أمان البيئة" بمدينة عرعر عدنان خليفة؛ موقعاً لآثار أقوام سابقة في منطقة برية تدل على وجود الأسود شمال المملكة.
وفي التفاصيل؛ قال خليفة لـ"سبق": أثناء تجوّلي في نزهة برية جنوب شرق مدينة عرعر بنحو 120 كلم، عثرت على موقع أثري استوطنه الإنسان قديماً ويتميّز بأحجار كروية ضخمة ذات لون بني غامق مائل إلى السواد.
وأضاف: "أخذت أتفحص الموقع وأتنقل في زواياه لمعرفة تاريخه وأسراره الغامضة، فوجدت أنه متوغل في القدم ويحوي نقوشاً ورسومات منحوتة ومحفورة في الصخر الأصم، وتوثق هذه الكتابات طبيعة حياة أهل المنطقة وساكنيها من الأمم السابقة".
وتابع: "اتضح لي أن هذه الكتابات هي نقوش ثمودية وأخرى عربية تعود لصدر الاسلام، ورسومات لطيور وحيوانات، ولفت انتباهي رسمة حيوان تظهر عليه اللبدة التي تغطي رأسه وأكتافه وخصلة الشعر الكثيفة في نهاية الذيل، وهذه العلامات التي يُعرف بها الأسد وتميّزه عن غيره من الحيوانات الأخرى".
وختم حديثه قائلاً: "الأقوام السابقة كانت إذا استوطنت موقعاً وأقامت فيه فإنها تدوّن وترسم ما يُوجد في بيئاتها من حيوانات وطيور وأحرف وغيرها الكثير، ورسمة الأسد تدل على أن المنطقة كانت تعج بالأسود قبل انقراضها واختفاء آثارها منذ آلاف السنين".
يُشار إلى أن الأسود ليست هي الوحيدة من المفترسات المكتشف وجودها شمال المملكة، بل رُصدت مفترسات أخرى في المنطقة نفسها قبل نحو عامين، ومن أبرزها الفهد الصياد الذي أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، العثور على جثثه في أحد الدحول غربي محافظة رفحاء.
من جهته، أوضح عضو الجمعية التاريخية السعودية زاهي الخليوي؛ لـ"سبق"، أن نقش الأسد يدل على وجوده في الأزمنة السابقة في الجزيرة العربية؛ ما ألهم هذا الفنان برسمه.