قال الشيخ أ.د. سعد الخثلان، إن هناك أربع مراتب لصيام يوم عاشوراء؛ الأول: هو صيام العاشر فقط، الثاني: هو صيام التاسع والعاشر، الثالث: هو صيام العاشر والحادي عشر، والرابع: وهو صيام التاسع والعاشر والحادي عشر وهو الأكمل.
وبين "الخثلان" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعظم يوم عاشوراء ويتحرى صومه كما قال ابن عباس رضي الله عنه "لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يوم فضله على سائر الأيام من يوم عاشوراء"، أخرجه البخاري في صحيحه.
وأضاف في برنامج "يستفتونك" على قناة رسالة أنه لما قدم عليه الصلاة والسلام المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسألهم، قالوا هذا يوم نجا الله فيه موسى فنحن نصومه شكرا لله، فقال عليه الصلاة والسلام: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.
وقال "الخثلان": إن ذلك يدل على صيام هذا اليوم الذي يوافق يوم السبت القادم إن شاء الله، مشيرا إلى أنه قبيل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام قال: "لأن بقيت إلى القابل لأصومن التاسع كما جاء في صحيح مسلم وذلك لمخالفة اليهود".
وبين أن الأفضل للمسلم أن يصوم التاسع والعاشر، أي يصوم يومي الجمعة والسبت، ولكن إن أراد أن يصوم السبت والأحد فلا بأس لأن الغرض من صيام التاسع هو تحقيق مخالفة اليهود، وهذا يتحقق بصيام يوم الحادي عشر، وورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: "صوموا يوما قبله ويوما بعده".
وأشار الشيخ سعد الخثلان إلى أن السنة صيام يوم عاشوراء ومعه يوم قبله أو يوم بعده، لكن من أراد أن يصوم الأيام الثلاثة التاسع والعاشر والحادي عشر ينوي بذلك الاستكثار من الصيام في شهر الله المحرم، وينوي به صيام ثلاثة أيام من الشهر، كان ذلك حسناً وهي أعلى المراتب، وهذا ذكره جمع من أهل العلم كابن قيم وابن حجر وغيره.
واختتم بالتأكيد على أن صيام ثلاثة أيام أكمل في تحقيق مخالفة اليهود، وليس من البدعة صيام ثلاثة أيام كما ادعى البعض ولم يقل به عدد من العلماء المتقدمين، وهؤلاء الذين ادعوا ذلك استندوا على حديث صوموا يوما قبله ويوماً بعده، وهذا به نوع من المجازفة، وصيام الأيام الثلاثة يدخل في عموم صيام النافلة. وقال صلى الله عليه وسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله محرم"، رواه مسلم فمن يكثر في صيام في هذا الشهر هو أعظم أجراً وثوباً".