لو عملنا مُقارنة بين إنسان الأمس وإنسان اليوم لوجدنا أنَّ إنسان الأمس يجوب الفيافي والأودية والجبال مشيًا على الأقدام، والبعض لديه من الدواب التي تقوم مقام المواصلات في العصر الحديث، ويواجه الكثير من المخاطر.. المُقارنة تكون في العدد والوسيلة؛ فعدد البشر قديمًا قليل، وتحركاتهم محدودة، ووسائل نقلهم معدودة، بينما اليوم عدد البشر كثير، وتحركاتهم كثيفة، ووسائل نقلهم سريعة ومتعددة وحديثة.
أعتقد أن خطر المُفترسات على الناس اليوم أشدُّ خطورةً من ذي قبل؛ فالإنسان اليوم مُتحرِّك، وبصورة سريعة، وينتشر وجوده بين الفيافي والجبال والأودية؛ وهنا مكمن الخطر من مثل هذه الحيوانات المُفترسة، التي بدأت في التكاثُر والظهور في شبه الجزيرة العربية، خاصَّةً السعوديَّة.
من أهداف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطريَّة وإنمائها تكثير النسل للكثير من المفترسات المهدَّدة بالانقراض. والمحميات في بلادنا كثيرة، منها ما هو مشبَّك ومُراقب، ومنها ما هو مفتوح.
نسمع بين الحين والآخر أخبارًا عن وقوع حوادث افتراس داخل المدن من بعض الحيوانات المفترسة المروَّضة؛ فالحيوان لا يهمُّه إلاَّ الغِذاء.
التوسع العمراني، والتوسُّع في المحميَّات، وقُربها من بعض المُدن، تزيد خطورة الحيوان المُفترس، وتجعلها قائمة.. والخوف أكثر على من يتنزه في مناطق خالية من السكان.
لذا يجب على الجهات المختصة بحماية الحياة الفطرية وإنمائها مُراجعة مُستهدفاتها، وإيجاد الحلول للمحميَّات المفتوحة، وتسلل حيواناتها إلى المناطق السكنية. وهذا قد يزيد مع مرور العقود والسنين. وقد لُوحظ ذلك في كثرة مشاهدة مثل هذه الحيوانات بصورة متنامية.