قبل سنوات معدودة كنا نرى مسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل جِهات مُستقلة على مستوى الشركات، شركات تجارية، ومواقع إذاعات حكومية وخاصة، على الرغم من قِلة الإقبال على تلك المسابقات، فضلاً عن قلة مصداقية بعضها، والتي تركز فيما تركز أن تكون في شهر الخير، شهر رمضان المبارك، وقد يستمر بعضها لما بعد عيد الفطر المبارك .
وما لبث أن توسعت تلك المشاركات، وأصبحت على مستوى الأفراد، من مشاهير وغيرهم، فما عليه إلا أن يضع شروطه في تغريدة له، وهي عادةً أصبحت معروفة في حسابات الشركات أو الأفراد، تبدأ بضرورة عمل فلو Follow لصاحب الحساب نفسه، ولا مانع من عمل فلو آخر لإخوته ولبعض أصدقائه، وربما لبعض معارفه وجيرانه، ومن يعز عليه، وقد يشتركون في وضع جائزة الـ 500 ريال يومياً، وبالتالي لن يكلفهم شيئاً إذا ما تم القطة فيها بينهم!! وذلك كله من أجل زيادة متابعيهم فقط، وليس من أجل نفع الناس، اعمل فلو لهذا، وذاك، واعمل رتويت للتغريدة المُشار إليها، والمشاركة في حل سؤال "التاق" الذي وضعه صاحب الحساب، وهو سؤال عادةً تافه لا يحمل أي مضمون ثقافي، فضلاً عن أي اعتبارات إنسانية، وفي ظل استغلال حاجة عدد غير قليل من الناس لمبلغ مادي حتى لو كان بسيطاً مثل 500 ريال . ووصل الحال لبعضهم لعمل مسابقة يومية على 50 ريالاً توزع يومياً، غير جوائز الآيفون الوهمية، والذي يتم وضع أعداد منه، على مختلف أنواعها آيفون X وآيفون 8 ، وفي الأخير لا تجد من يفوز بمثل تلك الجوائز الثمينة، وتجد المسألة ضحك على الذقون، وزيادة متابعين، وإن وجد من فاز فهم "حسابات البيض" فقط، في محاولة لإضفاء مصداقية على تلك المسابقة، وكل ذلك من أجل زيادة عدد المتابعين، فضلاً عن انعدام المصداقية، مثل بعض شركات العود والبخور، والتي تعلن عن جوائز سيارات فاخرة جداً من قبل سيارات BMW وفي الأخير لا تجد أي فائز يفوز بسيارة واحدة من تلك السيارات، فضلاً عن تصور بعض الناس بأنه سيتم توزيعها والتي تبلغ ملايين الريالات، وهذا بلا شك مُحال، وقد توزع، ولكن على حسابات البيض، والتي لا أصحاب لها !! إذ كيف لشركة أن تخسر ملايين الريالات وربما مئات الملايين من أجل الحصول على عدد من المتابعين في ظل استطاعتها شراء متابعين؟! مثلما يفعل الكثير سواءً على مستوى الحسابات الشخصية للأفراد أو الشركات وبعض القطاعات والشركات الأخرى، وللدعاية وسائل أخرى، حتى لو غير مشروعة، باللعب والضحك على الناس البسطاء مع الأسف ..!!
وخِتاماً.. حينما يبلغ صاحب الحساب، خاصةً الحسابات الشخصية عدداً كبيراً من المتابعين كأن يصل لنصف مليون متابع أو مليون أو قريباً من ذلك، فتجده على الفور يضع إيميله أو رقم جواله للتواصل معه على الواتس آب من أجل الإعلانات، لأن حسابه أصبح مشهوراً، ولديه متابعون كُثر، ولذلك يبدأ في جلب الإعلانات والتكسب منها، والإعلانات والتكسب شيء مشروع، ولكن الطريقة غير مشروعة، خاصةً إذا صاحبها ضحك على الناس، وعدم مصداقية في توزيع تلك الجوائز الوهمية، كأن يقال لم يتم حل السؤال أو لم يصل العدد المطلوب في المشاركة لعدد معين هو في ذهن صاحب الحساب فقط، لأنه يريد زيادة متابعين بعدد كبير، أو يتم توزيع الجوائز على حسابات البيض، ويبقى السؤال.. هل من رادع لأمثال أولئك من رَقابة أو ضمير أو خُلُق..؟