أمّ "توحدي" لمدير تعليم الطائف: لن نسامح متأخراً عن خدمة أطفالنا

فهد العتيبي- سبق- الطائف: طالبت إحدى المعلمات، وهي أم لطفل توحدي، باسم جميع أمهات التوحد بأن يلتفت كل مسؤول لمعاناتهم، وبكت وهي تناشد المدير العام للتربية والتعليم بالطائف، الدكتور محمد بن حسن الشمراني، أن يرحم حال أبنائهم، ويعتبرهم أمانة يسأل عنها أمام رب العالمين، وقالت: "لن نسامح أي شخص تأخر عن خدمة أطفالنا بأي شكل كان، ولن نكف عن المطالبة بحقوقهم المسلوبة".

 

وكانت معلمات "الطائف" قد تقدمن بوافر الشكر للمدير العام للتربية والتعليم بالطائف على عقده اجتماعاً بهم اليوم بمسرح اﻹدارة؛ وذلك لسماع آراء ومقترحات وشكاوى المعلمات، التي تعترض تحقيق اﻷهداف المرجوة في التعليم.

 

وتشابهت الهموم حول حقوق البند 105 وما يصاحبها من درجات وفروقات مستحقة، وعدم تجهيز المدارس بما تحتاج بشكل كاف، واضطرار المعلمة للصرف من جيبها على مدرستها أو فصلها.. وتحدثن عن المباني المتهالكة وتعنت المديرات والمشرفات واستبدادهن.

 

وكان النصيب الأكبر من المشكلات لمعلمات رياض الأطفال؛ إذ ظهرت الهوة شاسعة بين معلمات رياض اﻷطفال ومشرفاتهن ومديراتهن؛ فهناك من تشتكي من استفزاز المشرفة والمديرة، وعدم مبالاتها بحقوق المعلمة، ورفض المشرفة أن يكون للمعلمة حق وضع حقيبتها وأغراضها بالفصل، ولاسيما أن الفصل يعتبر مقراً للمعلمة في ظل عدم توفير غرفة معلمات، فهل تضع المعلمة أغراضها في هذه الحالة بدورة المياه مثلاً؟

 

كما اشتكين من إجبار معلمة رياض الأطفال على توفير ركن تعايش أسري جميل ومتكامل من جيبها، ما دامت إدارة التعليم لم توفر ما يحتاج إليه هذا الركن.

 

كذلك اشتكت المعلمات من تدخل المشرفات وقسوتهن بشكل مهين للمعلمة، وكأنها شخص مسلوب الإرادة، وتعالي المشرفة بطريقة تستفز المعلمة.

 

وذكرت أكثر من معلمة أثناء اللقاء أن نصاب معلمة رياض اﻷطفال هو 12 طفلاً، ولا يتغير، سواء كبرت أو صغرت مساحة الفصل، وتساءلن: "لماذا تتجاوز المشرفة النظام وتجبر المديرة المعلمة على قبول عدد أكبر تحت مسمى الإكراه والواسطة، وتكسر النظام الذي وُضع لحماية الطفل والمعلمة؟!".

 

واستوقفت إحدى معلمات رياض اﻷطفال، وهي أم لطفل توحدي، الدكتور الشمراني لتسأله قائلة: "روضتنا بها برنامج دمج، والهيئة اﻹدارية تستلم بدلاً قدره 30  %، رغم أنهم ليس لهم احتكاك مباشر بذوي الاحتياجات، أليس لي أنا معلمة رياض اﻷطفال حقاً بهذا البدل أسوة بالهيئة الإدارية، خاصة أني فتحت فصلي لهم، وشاركتهم البرنامج اليومي للروضة منذ بداية الدوام حتى نهايته؟".

 

 وطالبت المعلمة، باسم جميع أمهات التوحد، بأن يلتفت كل مسؤول لمعاناتهم، وقالت موجهة خطابها لمدير التعليم: "هناك مركز وعدتنا به يا مدير التعليم منذ سنتين، ولم تفِ بوعدك! وتعللت بعدم وجود مبنى تتوافر به الشروط اللازمة؛ فبقي الكثير من اﻷطفال في بيوتهم دون قبول، وضاعت عليهم فرص التعليم، ورميتم بالقليل الذين قبلوا في الروضة الثامنة عشرة، التي أتحدى أن تُرضي شخصاً يخاف الله ويملك ضميراً، فمن يراها حتماً سيبكي لسوئها وخطورتها على أي طفل، فما بالكم بطفل لا يميز الخطر ولا يدرك أين هو؟ فهل هذا المبنى الذي تراه ملائماً ﻷطفالنا؟!".

 

وبكت المعلمة وهي تناشد مدير التعليم أن يرحم حال أبنائهم، ويعتبرهم أبناءه، وأنهم أمانة سيُسأل عنها أمام رب العالمين، فالعمر يجري، وكل ثانية من عمرهم تمضي في ضياع ووعود مؤجلة وكاذبة.. وحمَّلته أمانة تقديم أفضل الخدمات لفئة التوحديين المظلومة بالطائف، وقالت: "لن نسامح أي شخص تأخر عن خدمة أطفالنا بأي شكل كان، ولن نكف عن المطالبة بحقوقهم المسلوبة".

 

وثمنت المعلمات أخيراً هذا اللقاء وهذه الخطوة التي اتسمت بالشفافية والوضوح، وطالبوا بأن تكون عادة فصلية تنعقد مرة كل فصل دراسي للرقي بالعملية التربوية بعيداً عن الخوف، وفي جو لا ينقصه الصدق والصراحة والشعور بحرية وحقوق الجميع.

 

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة الطائف اليوم بأكثر من 300 معلمة من معلمات رياض الأطفال والمدارس بمختلف مراحلها "الابتدائية والمتوسطة والثانوية"، التابعة لمكاتب التربية والتعليم بشرق وغرب والحوية والجنوب، وذلك عبر الدائرة التلفزيونية "لقاء" بمسرح إدارة التربية والتعليم بالفيصلية، وضمن برنامج لقاءات المدير العام بالميدان التربوي.