المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي يثمّن جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين

قال: مشاريع متواصلة في توسعة الحرمين وتطوير عمارتهما وخدمة المشاعر المقدسة
المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي يثمّن جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين

قدّر المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، الداعية إلى وحدة الوجدان الإسلامي وإشاعة روح التعاون والتضامن بين المسلمين.

وثمّن المجلس ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من مشاريع متواصلة في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير عمارتهما وخدمة المشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين، استشعارًا بالمسؤولية والشرف العظيم الذي خَصّ الله به بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وولاة أمرها.

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، أمس، في ختام أعمال دورته الخامسة والأربعين التي عُقدت (عبر الاتصال المرئي).

وأعرب المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، عن تطلعه بأن يسود السلام والوئام أرجاء المعمورة كافة، وأن يستلهم المسلمون مبادئ دينهم الحنيف الذي يدعو إلى وحدة الصف ولَمّ الشمل والاستمساك بالعروة الوثقى وتجاوز الخلافات والانشقاقات التي لا تزيد الأمة إلا ضعفًا وهوانًا؛ بل وتشغلها عن هدفها الأسمى من نشر قيم المحبة والمودة والسعي في عمارة الكون وإسعاد البشرية جمعاء.

وقدروا الجهود التي تبذلها الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي لخدمة الإسلام والمسلمين، ومن ذلك مؤتمر الوحدة الإسلامية، ومؤتمر وثيقة مكة المكرمة، ونشر سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفق أفضل الوسائل العصرية، ولَمّ شمل المرجعيات الإسلامية تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، ونشر الوعي لدى الشباب المسلم لتبصيره بدينه وتحصينه.

وكان اجتماع المجلس قد افتُتح بكلمة للمفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أشار فيها إلى رابطة الإيمان التي تجمع المسلمين رغم اختلاف ألوانهم وأجناسهم وقبائلهم ولغاتهم، وتنوع ثقافاتهم وأقطارهم.

ونوّه بالمكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي، بوصفها مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة الخاتمة، وفيها الحَرَمان الشريفان، مهوى الأفئدة ووجهة المسلمين اليومية في صلواتهم، وفيها المشاعر المقدسة؛ مؤكدًا أنها حملت على عاتقها مسؤولية جسيمة تجاه الإسلام والمسلمين؛ وذلك بالعناية بشؤونهم والاهتمام بقضاياهم وحمل همومهم، والسعي في معالجة مشكلاتهم، ومد يد العون، والمساعدة والإغاثة لهم، والوقوف معهم في أزماتهم ومعاناتهم، والدفاع عنهم في المحافل الإقليمية والدولية.

ولفت إلى أن المجلس الأعلى للرابطة يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف النبيلة على المستوى الإقليمي والعالمي؛ ومن ذلك على الصعيد الإسلامي: العناية بتحقيق الوحدة بين المسلمين واجتماع كلمتهم، ودعوتهم إلى التعاون والتكاتف بينهم، وتوعيتهم وتنبيههم على مخاطر النزاع والفرقة بينهم، ونشر الفكر الوسطي السليم بين المسلمين، وحمايتهم من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، إلى جانب تحقيق رسالة الإسلام في نشر السلام والعدل وتحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وتنمية التعارف والتعاون بين الشعوب فيما يعود عليهم بالخير.

وألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمةً عبّر فيها عن اعتزاز الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بالإسهام الكبير لأعضاء المجلس الأعلى في دعم مسيرتها المباركة، التي تركزت على تبيان حقيقة دين الإسلام للعالمين؛ ولا سيما مكافحة مفاهيم التطرف والإرهاب وتعزيز الوعي في الداخل الإسلامي.

وقال: "تسعد الأمانة العامة للرابطة بكم في هذا اللقاء الحافل بجمعكم الكريم، هذا الجمع المعزز دومًا لكل ما من شأنه دعم أهداف رابطة العالم الإسلامي المُسَخَّرة لخدمة الإسلام والمسلمين والرحمة بالناس أجمعين؛ انطلاقًا من عالمية رسالة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو من بعثه الله رحمةً للعالمين".

وأكد الدكتور "العيسى" أن الرابطة أخذت على نفسها نشر الوعي بالحكمة والموعظة الحسنة في الداخل الإسلامي أو خارجه، ساعدها على ذلك علاقاتها المتميزة حول العالم مع الأطياف كافة.

وقال: علينا أن نُبَيّن حقيقة ديننا للجميع، وأنه يسعى لخير الناس أجمعين لأنه رحمة للعالمين.

وعَدّ رابطة العالم الإسلامي هديةً مباركةً من المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي.

وبيّن أن الرابطة مضت في ركبها الميمون حتى أصبحت منظمةً دوليةً كبرى، تضطلع بمهام جسام، تنطلق في ذلك من قيمها ورؤيتها، مرورًا برسالتها، ووصولًا إلى أهدافها عبر وسائل عدة.

وثَمَّن الجهود المباركة الراعية والداعمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.

عقب ذلك ألقى سماحة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة، عضو المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبدالله بن بيه؛ كلمةً أعرب فيها عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي؛ مؤكدًا أنها تبذل جهودًا كبيرة في دوائر بالغة الأهمية، فهي تعمل في الدائرة الإسلامية على تعميق روابط الأخوة بين الشعوب الإسلامية، وكذلك في الدائرة الإنسانية بتبنيها لمبادرات نوعية عالية المستوى، تسعى لمد الجسور بين البشر.

وقال: "شهدت الأعوام الماضية صدور "وثيقة مكة المكرمة التاريخية" التي حملت أبعادًا رمزية كبيرة، ولاقت قبولًا من المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم، لأنها ثمرة جهد صادق وفكر فائق".

كما ألقى مفتي الديار المصرية، عضو المجلس الأعلى للرابطة الدكتور شوقي علام، كلمةً أعرَبَ فيها عن الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين على ما تُقدمه من جهود طيبة بما يعود على الأمة العربية والإسلامية بالخير.

وقال: "من أهم عوامل التصدي للمخاطر التي نواجهها، دعم الجهود التنموية التي تبذلها الحكومات والدول؛ من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب لتحقيق آمال وطموحات الشعوب في حياة كريمة، وتدفع الجميع للتكاتف من أجل اللحاق بركب الحضارة والتقدم والتطور".

من جانبه تَوَجه وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، عضو المجلس الأعلى للرابطة الدكتور محمد مختار جمعة، بالشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي، على جهودها في خدمة قضايا الفكر الإسلامي وتصحيح المفاهيم؛ مؤكدًا أن من أهم أدوار الرابطة الاهتمامُ بقضايا المسلمين والإسهام في وحدة صفهم من جهة، ورسم أُطُر وملامح العلاقة فيما بينهم وبين الآخرين سعيًا لترسيخ أسس العيش الإنساني المشترك من جهة أخرى.

وشدد على الحاجة الملحّة إلى التعاون البنّاء وتكثيف برامج التأهيل والتدريب، للارتقاء بمستوى الأئمة والخطباء والباحثين في الشأن الديني والمتحدثين باسمه أو في مختلف بلدان العالم الإسلامي؛ ليكونوا على مستوى ما يتطلب الخطاب العالمي اليوم، انطلاقًا من ضرورة أن يكون مَن يتحدث في الشأن الديني العام أو يتصدى له مدركًا لواقعنا المعاصر، ليس على المستوى المحلي فحسب؛ وإنما على مستوى التحديات والمتغيرات والمستجدات الدولية ومتطلباتها واتفاقياتها ومواثيقها وتوازناتها.

وثمّن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عضو المجلس الأعلى للرابطة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، جهود الرابطة في تحقيق رسالتها الإسلامية والعالمية والإشادة بحراكها المبهر في المحافل الدولية، لتعزيز السلام والتسامح، ونبذ الصراع والكراهية ومحاربة الإسلاموفوبيا، وتعزيز قيم الحوار بين أتباع الثقافات والحضارات.

وأشاد عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ مصطفى إبراهيم تيسيرتش، بالجهود المخلصة التي تبذلها رابطة العالم الإسلامي في سبيل وحدة الصف والتعايش السلمي في العالم، منوهًا بالإنجازات التي حققتها وثيقة مكة المكرمة للإسلام والمسلمين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org